متابعات

محطة

هاشم شليق

وقاية

مضى‭ ‬عهد‭ ‬الهجوم‭ ‬بالأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬ضد‭ ‬بلدان‭ ‬مايسمى‭ ‬بالعالم‭ ‬الثالث‭..‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الحروب‭..‬وابسط‭ ‬تعريف‭ ‬له‭ ‬كحرب‭ ‬سائدة‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الحرب‭ ‬الناعمة‭..‬أي‭ ‬تقديم‭ ‬العسل‭ ‬في‭ ‬السم‭ ..‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬التدمير‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬بواسطة‭ ‬أبناء‭ ‬الداخل‭ ‬أنفسهم‭..‬أي‭ ‬كمن‭ ‬يطلق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬قدميه‭..‬بينما‭ ‬العدو‭ ‬الخارجي‭ ‬قابع‭ ‬في‭ ‬مربضه‭..‬يحرك‭ ‬ويوجه‭ ‬بالريموت‭ ‬كونترول‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لأية‭ ‬خسائر‭ ‬أو‭ ‬أضرار‭..‬فالمستهدف‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬للغزو‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاجتماعي‭..‬والهجمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬اخطرها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭..‬وهي‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كيان‭ ‬الأسرة‭..‬أي‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬الحياكة‭ ‬الأساس‭ ‬للنسيج‭ ‬الاجتماعي‭..‬وأول‭ ‬خيوطها‭ ‬الابنة‭ ‬والأخت‭ ‬والزوجة‭ ‬والأم‭..‬والفاعل‭ ‬يظل‭ ‬أحيانا‭ ‬مبنيا‭ ‬للمجهول‭..‬ونجد‭ ‬دائما‭ ‬مقدمة‭ ‬أدوات‭ ‬الحرب‭ ‬هي‭ ‬أشباح‭ ‬الإنترنت‭ ‬التي‭ ‬تصول‭ ‬وتجول‭ ‬جهارا‭ ‬نهارا‭ ‬وليلا‭ ‬بداية‭ ‬بالبيت‭..‬تغسل‭ ‬الأدمغة‭ ‬وتسيطر‭ ‬عليها‭ ‬وتقوم‭ ‬بتجييرها‭ ‬وتطويع‭ ‬مستهدفيها‭ ‬وتغرر‭ ‬بهم‭ ‬وتستدرجهم‭ ‬إلى‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬المتاحة‭ ‬للجميع‭ ‬وفي‭ ‬المتناول‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬العلم‭ ‬والعمل‭ ‬وحتى‭ ‬مكان‭ ‬العبادة‭..‬

فالعدو‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬حدد‭ ‬بدقة‭ ‬ساحة‭ ‬معاركه‭ ‬وأولها‭ ‬البيت‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬ومن‭ ‬فيه‭..‬كأنها‭ ‬عمارة‭ ‬سكنية‭ ‬يقوم‭ ‬بنسف‭ ‬الطابق‭ ‬الأرضي‭ ‬بحزمة‭ ‬ديناميت‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭ ‬أو‭ ‬مستوردة‭ ‬لتنهار‭ ‬طوابق‭ ‬المجتمع‭ ‬العلوية‭ ‬تباعا‭..‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬إنكار‭ ‬ان‭ ‬ألواح‭ ‬المتفجرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬الصنع‭..‬

الحل‭ ‬؟‭!..‬الإجتماعي‭ ‬والإقتصادي‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة‭..‬وكل‭ ‬جانب‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الآخر‭..‬

وقاية‭ ‬اقتصادية‭ ‬بتوفير‭ ‬دخل‭ ‬مادي‭ ‬مناسب‭ ‬لأفراد‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬بفتح‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المنزل‭ ‬وهذا‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬وليس‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تظل‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وراء‭ ‬توفير‭ ‬سبل‭ ‬المعيشة‭..‬فحتى‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانها‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬والدليل‭ ‬الكل‭ ‬بات‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬تكتلات‭ ‬وتحالفات‭..‬إذن‭ ‬عمل‭ ‬خاص‭ ‬للأغلبية‭ ‬حسب‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬ومؤهلاتهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬إيراداتهم‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الخزانة‭ ‬العامة‭..‬ولا‭ ‬بأس‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الطلاب‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الخفيف‭..‬

ووقاية‭ ‬اجتماعية‭ ‬تتأتى‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬النوادي‭ ‬الرياضية‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭..‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭  ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭..‬وتعليق‭ ‬الملصقات‭ ‬واللافتات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬والمباني‭..‬والرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الاخصائيات‭ ‬الاجتماعيات‭ ‬في‭ ‬المدارس‭..‬كذلك‭ ‬الدفع‭ ‬بهن‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬والجامعات‭ ‬أيضآ‭..‬

وتلك‭ ‬التوعية‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬البدء‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬الابحار‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬محيطات‭ ‬الإنترنت‭..‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬تحصين‭ ‬معلوماتي‭ ‬تام‭ ‬مقاوم‭ ‬للنفاذ‭..‬فلو‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬صد‭ ‬محاولات‭ ‬اختراق‭ ‬المسافر‭ ‬عبر‭ ‬عالم‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭..‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬مجتمع‭ ‬إنترنت‭ ‬واعي‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬المعلومة‭ ‬المناسبة‭ ‬والمطلوبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭..‬درهم‭ ‬وقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬دينار‭ ‬علاج‭ ‬مستعصي‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى