رأي

ليبيا ولعنة النفط

نجاح مصدق

دائما‭ ‬ما‭ ‬توضع‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬التصنيفات‭ ‬ضمن‭ ‬قاىمة‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للنفط‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬ان‭ ‬يحدث‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭  ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ..‬تعليم‭ ‬صحة‭ ‬زراعة‭ ‬مستوى‭ ‬معيشي‭ ‬وووالهخ‭ ‬ولكن‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬اصبح‭ ‬لعنتنا‭ ‬ومصدر‭ ‬قلق‭ ‬لنا‭ ‬وكاننا‭ ‬لايمكننا‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬موازية‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬داعمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬نهضة‭ ‬شاملة‭ ‬

فعلى‭ ‬مر‭ ‬السنيين‭ ‬ظل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬مرهونا‭ ‬بما‭ ‬يحققه‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬ايرادات‭ ‬وكل‭ ‬الخطط‭ ‬الموضوعة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬دون‭ ‬السعي‭ ‬لرسم‭ ‬مسارات‭ ‬أخرى‭ ‬لخطة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واسعة‭ ‬تضع‭ ‬اهميه‭ ‬لإيرادات‭ ‬الجمارك‭ ‬والضراىب‭ ‬للشركات‭ ‬صاحبة‭ ‬الدخول‭ ‬العالية‭ ‬أو‭ ‬تحدد‭ ‬لها‭ ‬اتجاه‭ ‬فالواردات‭ ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬أو‭ ‬ضراىب‭ ‬تؤخد‭ ‬من‭ ‬مرتبات‭ ‬الليبيين‭ ‬اصحاب‭ ‬الدخول‭ ‬المتواضعة‭ ‬والضعيفة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬نفطية‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نتجه‭ ‬لضراىب‭ ‬عالشركات‭ ‬والجمارك‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فالإيرادات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬الذي‭ ‬حدد‭ ‬مانسبته‭ ‬98‭%‬ايرادات‭ ‬ليبيا‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬النفط

فالإيرادات‭ ‬النفطية،‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬99‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬ليبي‭ (‬20.69‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬105‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬ليبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بحسب‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬الليبي

في‭ ‬بريطانيا‭ ‬إيرادات‭ ‬الضرائب‭ ‬للحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي‭ ‬بلغ‭ ‬90‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬من‭ ‬87‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭.‬

في‭ ‬امريكا‭ ‬بايدن‭ ‬اقترح‭ ‬رفع‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للضريبة‭ ‬عمن‭ ‬يزيد‭ ‬دخله‭ ‬على‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬سنويا،‭ ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬رفعا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المليارات،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الرفع‭ ‬‮«‬لن‭ ‬ينطبق‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أغنى‭ ‬0‭.‬01‭% ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬الأميركية‮»‬‭.‬

وتحتوي‭ ‬الميزانية‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬5‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬الزيادات‭ ‬الضريبية‭ ‬المقترحة‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخول‭ ‬المرتفعة‭ ‬والشركات‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬معظمها‭ ‬لتعويض‭ ‬برامج‭ ‬الإنفاق‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬والفقراء‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬يعتمد‭ ‬العالم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬ميزانياته‭ ‬وخططه‭ ‬وليبيا‭ ‬بحاجة‭ ‬لسياسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وطنية‭ ‬ورؤية‭ ‬واضحة‭ ‬للمستقبل‭ ‬لا‭ ‬يكن‭ ‬النفط‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬الوحيد‭ ‬فيها‭ ‬للايرادات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى