الاولىرصد

عن الخبز وحكايته : تدابير واحتمالات وأفق غائم

محمد الزرقاني

للحكاية‭ ‬بداية‭ ‬تعامل‭ ‬المواطن‭ ‬مع‭ ‬الخبز‭ ‬أشبه‭ ‬بمعركة‭ ‬يخوضها‭ ‬المواطن‭ ‬أمام‭ ‬أصحاب‭ ‬المخابز‭ ‬التي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬أعدادها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬الخبز‭ ‬بأصناف‭ ‬عديدة،‭ ‬وأسماء‭ ‬مختلفة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بأسعار‭ ‬فاقتْ‭ ‬التوقع‭ .‬

فبراير‭ ‬مرتْ‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مخبز‭ ‬وفي‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬‮«‬سوق‭ ‬الخميس،‭ ‬جنزور،‭ ‬وترهونة،‭ ‬وقصر‭ ‬بن‭ ‬غشير،‭ ‬وطرابلس‮»‬‭ ‬ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أختلافًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬‭ ‬أصنافها‭ ‬وأحجامها‭ ‬ألتقينا‭ ‬بالسيد‭ ‬صاحب‭ ‬المخبز‭ ‬وجدي‭ ‬الديراوي‭ ‬الذي‭ ‬بدورنا‭ ‬سألناه‭ ‬عما‭ ‬ذكر‭ ‬سلفاً‭ ‬واجابنا‭ ‬قائلاً‭ :‬

بريوش‭ ‬ومحور‭ !!‬

نحن‭ ‬نعمل‭ ‬داخل‭ ‬المخبز‭ ‬بأياد‭ ‬ليبية‭ ‬وطنية‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يصنعون‭ ‬الخبز‭ ‬والبريوش‭ ‬وكما‭ ‬لاحظت‭ ‬هناك‭ ‬أنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬تصنع‭ ‬وعن‭ ‬أسعارها‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬المخابز‭ ‬ولكن‭ ‬لكل‭ ‬مخبز‭ ‬دلالته‭ ‬وخصوصية‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬ونحن‭ ‬نعتبر‭ ‬متميزون‭ ‬ونفتخر‭ ‬بمصانع‭ ‬الخبز؛‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المواطن‭ ‬ونقدم‭ ‬له‭ ‬أنواع‭ ‬الخبز‭ ‬والبريوش‭ ‬حسب‭ ‬رغبته‭ ‬وله‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬يعملون‭ ‬بجد‭ ‬وما‭ ‬نركز‭ ‬عليه‭ ‬نحن‭ ‬داخل‭ ‬المخبز‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬تتوفر‭ ‬داخل‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الدقيق‭ ‬والخميرة‭ ‬والزيت‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬هدفنا‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬يناسب‭ ‬المواطن‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬رغيفاً‭ ‬صحياً‭ ‬متكاملاً‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أوصى‭ ‬به‭ ‬دائماً‭ ‬باعتباري‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المخبز‭ ‬وكذلك‭ ‬الرجال‭ ‬الوطنيون‭ ‬الذين‭ ‬سبقوني‭ ‬في‭ ‬إدارة

المخبز‭ ‬فهم‭ ‬حقاً‭ ‬كرسوا‭ ‬جهدهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬المخبز‭ ‬لكي‭ ‬يقدموا‭ ‬‮«‬أشكال‭ ‬الخبز‮»‬‭ ‬المختلفة‭ ‬بالصورة‭ ‬الصحية‭ ‬والصحيحة‭ ‬التي‭ ‬يتغذي‭ ‬منها‭ ‬أهلنا‭ ‬أبناؤنا‭ .‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الأسعار‭ ‬فنتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدقيق‭ ‬وآثار‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلىإرتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الخبز‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬للمخابز‭ ‬وارتفاع‭ ‬أيضاً‭ ‬أسعار‭ ‬الزيت‭ ‬والخميرة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أجور‭ ‬العمال‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مثل‭ ‬السابق‭ ‬نتيجة‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يمس‭ ‬المواطن‭.‬

‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الخبز‭ ‬شيء‭ ‬أساسي‭ ‬مرتبط‭ ‬بحياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬وهو‭ ‬مرتبط‭ ‬بالانسان‭ ‬عموما‭ ‬ولازال‭ ‬أصحاب‭ ‬المخابز‭ ‬يمارسون‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬ظروفه‭ ‬فنحن‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬نتأثر‭ ‬كما‭ ‬يتأثر‭ ‬الآخرون‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أضاف‭ ‬السيد‭/ ‬ايوب‭ ‬علي‭ ‬سعد‭ ‬‮«‬صانع‭ ‬الخبز‮»‬‭ ‬أعمل‭ ‬هنا‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬؛‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تحضير‭ ‬الخبز‭ ‬بأشكاله‭ ‬المختلفة‭ ‬كلٌ‭ ‬حسب‭ ‬الوزن‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الخبز‭ ‬المحور‭ ‬85‭ ‬جراماً‭ ‬والتركي‭ ‬75‭ ‬جراماً‭ ‬بينما‭ ‬الخبز‭ ‬العادي‭ ‬80‭ ‬جراماً‭.‬

ومن‭ ‬ناحيته‭ ‬يقول‭  ‬السيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬مرعي‭ ‬لقد‭ ‬تعملتُ‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬شغفي‭ ‬فهو‭ ‬خال‭ ‬من‭ ‬الملل‭ ‬وعندما‭ ‬بدأت‭ ‬أعمل‭ ‬أحد‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لدي‭ ‬أدنى‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬إعداد‭ ‬وصناعة‭ ‬البريوش‭ ‬بأنواعه‭ ‬المختلفة‭ ‬حتى‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬صانع‭ ‬مصري‭ ‬الجنسية‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بفسرعان‭ ‬ما‭ ‬تطوره‭ ‬في‭ ‬ذهني‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬التي‭ ‬صرت‭ ‬اتقانها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬تقريباً‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬كوني‭ ‬مواطن‭ ‬ليبي‭ ‬أحب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬أجيدها‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬تعلمي‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬مد‭ ‬يده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬أتعلم‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بتعليمي‭ ‬أساسيات‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬موصول‭ ‬له‭ ‬حقيقة‭ ‬وأنا‭ ‬سعيد‭ ‬وفخور‭ ‬بهذه‭ ‬العمل‭. ‬

‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬النَّاس‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يحضر‭ ‬الخبز‭ ‬أو‭ ‬البريوش‭ ‬فهو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬تراخ؛‭ ‬فنحن‭ ‬نعمل‭ ‬كخلية‭ ‬نحل‭ ‬منذ‭ ‬ساعات‭ ‬الصباح‭ ‬الأولى‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬حتى‭ ‬المساء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجهيز‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬‮«‬البريوش‮»‬‭ ‬لكي‭ ‬يجد‭ ‬النَّاس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يرغبون‭ ‬،‭ ‬ودورنا‭ ‬مرتبط‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بنظافة‭ ‬المكان‭ ‬والنظافة‭ ‬الشخصية‭ ‬‮«‬نرتدي‭ ‬ثيابًا‭ ‬نظيفة‭ ‬ونحمل‭ ‬شهائد‭ ‬صحية‭ ‬معتمدة‮»‬‭.‬

فترينة‭ ‬عرض

‭ ‬انتقلنا‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬مخبز‭ ‬آخر‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬السراج‭ ‬‭.‬ومالاحظناه‭ ‬أن‭ ‬الاأرغفة‭ ‬المرغوبة‭ ‬هي‭ ‬الخبز‭ ‬بالتمر،‭ ‬الشعير‭ ‬بالزيتون‭ ‬خبز‭ ‬الطعام‭ ‬الخبز‭ ‬العادي‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬لأئقة‭ ‬ناسياً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أسعار‭ ‬الخبز‭ ‬بل‭ ‬صار‭ ‬همه‭ ‬منصباً‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬وطعم‭ ‬ونظافة‭ ‬الخبز‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بطرق‭ ‬أعتمدت‭ ‬في‭ ‬أساسها‭ ‬على‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬والذوق‭ ‬العام‭ ‬فهما‭ ‬عاملان‭ ‬أساسيان‭ ‬بان‭ ‬أمرهم‭ ‬ضرورياً‭.‬

وفي‭ ‬مخبز‭ ‬آخر‭ ‬وقابلت‭ ‬الأستاذ‭/ ‬اسماعيل‭ ‬عياد‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬المخبز‭ ‬الذي‭ ‬رؤى‭ ‬لنا‭ ‬قائلاً‭ : ‬أنني‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬منذ‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬وكنت‭ ‬مديراً‭ ‬لمخبز‭ ‬آخر‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المخبز‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬أصنافاً‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬مختلفة‭ ‬وأشكالاً‭ ‬عدة‭ ‬فكما‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬للخبز‭ ‬أشكاله‭ ‬ومذاقه‭ ‬المختلفة‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬كثيرة‭ ‬وحتى‭ ‬الأوروبية‭ ‬فنجن‭ ‬العرب‭ ‬لدينا‭ ‬خبزاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬تماماً‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

وبعيداً‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الجوار‭ ‬مازالنا‭ ‬نفتخر‭ ‬بصناعة‭ ‬‮«‬الخبز‮»‬‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬جنسيات‭ ‬العمال‭ ‬المُعدة‭ ‬وراء‭ ‬تحضير‭ ‬الخبز‭ ‬ونتيجة‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬غائباً‭ ‬على‭ ‬جُل‭ ‬الليبيين‭ ‬هناك‭ ‬ارتفاع‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬الخبز‭ ‬يرجع‭ ‬أولها‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وتضارب‭ ‬أسعار‭ ‬الدقيق‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،وتوقف‭ ‬دعم‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقابة‭ ‬المخابز‭ ‬ونحن‭ ‬أيضاً‭ ‬نولي‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬دون‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬كوني‭ ‬مواطن‭ ‬ليبي‭ ‬أُدير‭ ‬مخبزاً‭ ‬يقدم‭ ‬أنواع‭ ‬الخبز‭ ‬للناس‭ ‬أتألم‭ ‬كثيراً‭ ‬عندما‭ ‬اسمع‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مخابز‭ ‬كشفت‭ ‬أكاذيبها‭ ‬الأخبار‭ ‬عبر‭ ‬الصفحات‭ ‬الالكترونية‭ ‬وبينت‭ ‬لنا‭. ‬أيضاً‭ ‬عدم‭ ‬نظافتها‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬التي‭ ‬بادت‭ ‬بها‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدى‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬وصحة‭ ‬المواطن‭ .. ‬كما‭ ‬يتلاعب‭ ‬في‭ ‬أكاذيبها‭ ‬العمال‭ ‬الذين‭ ‬ظلوا‭ ‬يعجنون‭ ‬لنا‭ ‬الخبز‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬لجميع‭ ‬الشروط‭ ‬الصحية‭.‬

فهناك‭ ‬عديد‭ ‬المخابز‭ ‬أخذت‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والنظافة‭ ‬واعية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬وجودة‭ ‬إنتاجها‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭ ‬نقدم‭ ‬الخبز‭ ‬بأشكال‭ ‬متنوعة‭ ‬نفتخر‭ ‬بها‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬مخابز‭ ‬يجب‭ ‬قفلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تُعد‭ ‬صحية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البناء‭ ‬أو‭ ‬الآلآت‭ ‬التي‭ ‬تُدار‭ ‬بها‭.‬

فالمواطن‭ ‬أصبح‭ ‬يهتم‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بجودة‭ ‬الخبز‭ ‬لأنه‭ ‬مرتبط‭ ‬أساساً‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬فكما‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أنواعاً‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬أرعب‭ ‬النَّاس‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المحصنات‭ ‬وبرومات‭ ‬البوتاسيوم‭ ‬وعدم‭ ‬نظافة‭ ‬العمال‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬الشهائد‭ ‬الصحية‭.‬

ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬لتلك‭ ‬المخابز‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اتباعها‭ ‬لجميع‭ ‬الشروط‭ ‬الصحية‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬توافرها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مخبز،‭ ‬فالعامل‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬ونظافة‭ ‬المكان‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار‭. ‬

ونحن‭ ‬نتبع‭ ‬أسلوباً‭ ‬مُغايراً‭ ‬تماماً‭ ‬لجميع‭ ‬المخابز‭ ‬طريقة‭ ‬البيع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬أخذ‭ ‬الخبز‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بإعطاء‭ ‬الخبز‭ ‬للمواطن‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعه‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتابعه‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬عينيك‭.‬

وجميع‭ ‬العمال‭ ‬يحملون‭ ‬شهائد‭ ‬صحية‭ ‬نتابعهم‭ ‬باستمرار‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬من‭ ‬‮«‬الوطن‮»‬‭ ‬حريصون‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬وطمأنة‭ ‬المواطن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬نعمل‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تسأل‭ ‬أيضاً‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المرتادين‭ ‬على‭ ‬المخبز‭ ‬وأن‭ ‬تسمع‭ ‬لاجوبتهم،‭ ‬فالمواطن‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الأول‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬له‭ ‬خبزاً‭ ‬نظيفاً‭.‬

والفضل‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬الذي‭ ‬سخرنا‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬المعطأة‭ ‬حقيقة‭ ‬ونحن‭ ‬فخورون‭ ‬جداً‭ ‬بهذا‭ ‬المخبز‭ ‬ويمكن‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬تدخلوا‭ ‬وتلتقوا‭ ‬العمال‭ ‬جميعهم‭ ‬دون‭ ‬تردَّد‭ ‬ولكم‭ ‬حرية‭ ‬الكلام‭.‬

وأضاف‭ ‬السيد‭ ‬الطاهر‭ ‬حمودة‭ ‬قائلاً‭: ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المخابز‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬لنا‭ ‬خبزاً‭ ‬نظيفاً‭ ‬فلا‭ ‬يهم‭ ‬الأسعار؛‭ ‬فهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للمواطن‭ ‬تغييره‭ ‬لطالما‭ ‬استمر‭ ‬هكذا‭ ‬حال‭ ‬البلاد‭ ‬وعليهم‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يختاروا‭ ‬لنا‭ ‬عمالة‭ ‬وطنية‭ ‬أو‭ ‬وافدة‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬يتسم‭ ‬بالنظافة‭ ‬والعفة‭ ‬فهي‭ ‬الأساس،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مخبز‭ ‬وفي‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭ ‬صار‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬هدفه‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬وغير‭ ‬مُبالٍ‭ ‬بنظافة‭ ‬المخبز‭ ‬أو‭ ‬العامل‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬حقيقة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُقفل‭ ‬كل‭ ‬المخابز‭ ‬القديمة‭ ‬وغير‭ ‬النظيفة‭.‬

أصبح‭ ‬أمر‭ ‬تجديدها‭ ‬أمراً‭ ‬ضرورياً‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭ ‬بينما‭ ‬يرى‭ ‬السيد‭ ‬أبوبكر‭ ‬الترهوني‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬عن‭ ‬المخابز‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬مبن‭ ‬متهالك‭ ‬دون‭ ‬طلائع‭ ‬توجد‭ ‬به‭ ‬الآلات‭ ‬مخبز‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬الخبز‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬غير‭ ‬متحرر‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬نحن‭ ‬كليبيين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقفل‭ ‬كل‭ ‬المخابز‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أرضياتها‭ ‬‮«‬بزليز‭ ‬قديم‮»‬‭ ‬تغيب‭ ‬أصحابها‭ ‬وأجرها‭ ‬لعمالة‭ ‬وافدة‭ ‬تحرك‭ ‬بالعود‭ ‬وتعطى‭ ‬لمسعود‭ ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬السكوت‭ ‬عنه‭ ‬هناك‭ ‬مخابز‭ ‬مترامية‭ ‬الأطراف‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬التحرك‭ ‬وإقفالها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬شارع‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المخابز‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى