تقارير

العنف المدرسي: عندما يتحول المعـــلم إلى متنمر

اعداد / منى الساحلى

تُعد‭ ‬المدرسة‭ ‬البيئة‭ ‬الثانية‭ ‬للطفل‭ ‬والمكان‭ ‬المخصص‭ ‬للتعليم‭ ‬والتنشئة‭ ‬السليمة،‭ ‬حيث‭ ‬يقضي‭ ‬فيها‭ ‬الطالب‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬يومه‭. ‬لكن‭ ‬تزايد‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف،‭ ‬بشقيه‭ ‬الجسدي‭ ‬واللفظي،‭ ‬داخل‭ ‬أسوار‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بات‭ ‬يمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬يهدد‭ ‬سلامة‭ ‬الطلاب‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية،‭ ‬ويعيق‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬برمتها‭. ‬ولهءا‭ ‬فان‭  ‬فهم‭ ‬أبعاد‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مكافحتها‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬لضمان‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬آمنة‭ ‬وفعالة‭.‬

فالمدرسة‭ ‬هي‭ ‬الحاضنة‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬للنمو‭ ‬العقلي‭ ‬والنفسي‭ ‬للطلاب‭. ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬المعلم،‭ ‬وهو‭ ‬القدوة‭ ‬والمربي،‭ ‬مصدراً‭ ‬للعنف‭ ‬الجسدي‭ ‬أو‭ ‬اللفظي،‭ ‬يتحول‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬الآمن‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬وخوف،‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬جوهر‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬ورسالتها‭ ‬السامية‭. ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬انتهاكًا‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يترك‭ ‬آثارًا‭ ‬سلبية‭ ‬عميقة‭ ‬وطويلة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬شخصيته‭ ‬وتحصيله‭ ‬الدراسي‭. ‬إن‭ ‬مكافحة‭ ‬العنف‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الكوادر‭ ‬التعليمية‭ ‬تتطلب‭ ‬فهمًا‭ ‬لجذوره‭ ‬وتأثيراته‭ ‬وتطبيق‭ ‬استراتيجيات‭ ‬علاجية‭ ‬وقائية‭ ‬صارمة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الجسام‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تظل‭ ‬المدرسة‭ ‬هي‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬وتنشئة‭ ‬الأجيال‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تواجه‭ ‬تحديًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬الممارس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬ضد‭ ‬التلاميذ‭. ‬هذا‭ ‬السلوك،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬أحيانًا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬تأنيب‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬ضبط‮»‬‭ ‬للصف،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الإساءة‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تُعيق‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتُدمر‭ ‬الصحة‭ ‬العاطفية‭ ‬للطلاب،‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬مستقبلهم‭ ‬التعليمي‭ ‬والشخصي‭.‬

ويأخذ‭ ‬العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬أشكالًا‭ ‬متعددة‭ ‬تهدف‭ ‬جميعها‭ ‬إلى‭ ‬الحط‭ ‬من‭ ‬كرامة‭ ‬التلميذ‭ ‬وتقويض‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭. ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر،‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬الليبية‭ ‬والتقارير‭ ‬الميدانية‭:‬

الإهانات‭ ‬والتحقير‭: ‬استخدام‭ ‬الألفاظ‭ ‬الجارحة‭ ‬مثل‭ ‬وصف‭ ‬الطالب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الغبي‮»‬،‭ ‬‮«‬الفاشل‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬بطيء‭ ‬الفهم‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يشعره‭ ‬بالدونية‭ ‬أمام‭ ‬زملائه‭.‬

السخرية‭ ‬والتهكم‭ ‬العلني‭: ‬الاستهزاء‭ ‬بأداء‭ ‬الطالب،‭ ‬أسئلته،‭ ‬مظهره،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬وضعه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الإذلال‭ ‬العلني‮»‬‭ ‬ويجعله‭ ‬عرضة‭ ‬للتنمر‭ ‬من‭ ‬الأقران‭.‬

التهديد‭ ‬المستمر‭: ‬التلويح‭ ‬بالعقوبات‭ ‬الشديدة‭ ‬‮«‬كالرسوب‭ ‬أو‭ ‬الطرد‮»‬‭ ‬لغرض‭ ‬الضبط،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬بيئة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭.‬

التمييز‭ ‬وعدم‭ ‬العدل‭: ‬توجيه‭ ‬اللوم‭ ‬والانتقادات‭ ‬القاسية‭ ‬لبعض‭ ‬الطلاب‭ ‬دون‭ ‬غيرهم،‭ ‬مما‭ ‬يشعرهم‭ ‬بالظلم‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمان‭.‬

ومن‭ ‬اهم‭  ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬تفشي‭ ‬الظاهرة‭ ‬هى‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الليبية‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬معقدة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التربوية،‭ ‬والنفسية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تتشابك‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬العامة‭ ‬للبلاد

نقص‭ ‬التدريب‭ ‬التربوي‭ ‬حيث‭  ‬يفتقر‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬إلى‭ ‬التدريب‭ ‬الكافي‭ ‬والحديث‭ ‬على‭ ‬مهارات‭ ‬الإدارة‭ ‬الصفية‭ ‬الإيجابية‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬السلوكية‭ ‬للطلاب،‭ ‬فيلجؤون‭ ‬إلى‭ ‬أسلوب‭ ‬التسلط‭ ‬والعنف‭ ‬اللفظي‭ ‬كحل‭ ‬سريع‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاعتقاد‭ ‬الخاطئ‭ ‬بالتأديب‭ ‬حيث‭  ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الطريقة‭ ‬المثلى‭ ‬لتحفيز‭ ‬التلميذ‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬ولضبط‭ ‬سلوكه‮»‬‭ ‬أو‭ ‬لغرس‭ ‬‮«‬الاحترام‮»‬‭.‬

الى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬المعلمون‭ ‬من‭ ‬الإرهاق‭ ‬بسبب‭ ‬كثافة‭ ‬المناهج،‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬الصف،‭ ‬والظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الصعبة،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬وإدارة‭ ‬الانفعالات‭.‬

اما‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي‭: ‬تعكس‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭. ‬فانتشار‭ ‬الصراعات‭ ‬والتوترات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اكتساب‭ ‬الأفراد‭ ‬‮«‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المعلمون‮»‬‭ ‬سلوكيات‭ ‬عدوانية‭ ‬قد‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭.‬

و‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬أو‭ ‬الجسدي‭ ‬هو‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لاستعادة‭ ‬‮«‬هيبة‭ ‬المعلم‮»‬‭ ‬أو‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الصف‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تدهور‭ ‬قيمة‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭.‬

الى‭ ‬جانب‭ ‬غياب‭ ‬المتابعة‭ ‬الفعالة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬ليبية‭ ‬تمنع‭ ‬الضرب‭ ‬والعنف‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله‭ ‬ضد‭ ‬الطلاب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬آليات‭ ‬المراقبة‭ ‬والعقاب‭ ‬الحازمة‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬لاستمرار‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭.‬

يمكن‭ ‬تقسيم‭ ‬ممارسات‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬ضد‭ ‬التلاميذ‭ ‬إلى‭ ‬شقين‭ ‬رئيسيين‭:‬

1‭. ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬‮«‬العقاب‭ ‬البدني‮»‬

وهو‭ ‬الاستخدام‭ ‬المتعمد‭ ‬للقوة‭ ‬البدنية‭ ‬لغرض‭ ‬تأديبي‭ ‬أو‭ ‬عقابي‭. ‬يشمل‭ ‬هذا‭:‬

الضرب‭ ‬المباشر‭: ‬استخدام‭ ‬اليد‭ ‬أو‭ ‬الأدوات‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬العصا‭ ‬أو‭ ‬المسطرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬الطالب‭.‬

الإيذاء‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭: ‬مثل‭ ‬الدفع‭ ‬العنيف،‭ ‬أو‭ ‬الشد،‭ ‬أو‭ ‬الرفس،‭ ‬أو‭ ‬الإجبار‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬أوضاع‭ ‬مؤلمة‭ ‬أو‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭.‬

التهديد‭ ‬الجسدي‭: ‬وهو‭ ‬التلويح‭ ‬باستخدام‭ ‬العقاب‭ ‬البدني،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والترهيب‭ ‬المستمر‭.‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬العقاب‭ ‬الجسدي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬الحديثة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المعتقدات‭ ‬الخاطئة‭ ‬المتوارثة‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يعلم‭ ‬الاحترام‭ ‬ويبني‭ ‬الشخصية‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬المدمرة‭.‬

2‭. ‬العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬‮«‬الإساءة‭ ‬النفسية‮»‬

يُعد‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬لأنه‭ ‬يترك‭ ‬آثارًا‭ ‬نفسية‭ ‬عميقة‭ ‬يصعب‭ ‬محوها،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬منسيًا‮»‬‭ ‬أو‭ ‬يصعب‭ ‬إثباته‭ ‬قانونيًا‭. ‬ويتمثل‭ ‬في‭:‬

الإهانة‭ ‬والسخرية‭: ‬استخدام‭ ‬ألفاظ‭ ‬وعبارات‭ ‬تحط‭ ‬من‭ ‬كرامة‭ ‬الطالب‭ ‬‮«‬كـ‭ ‬‮«‬الغبي‮»‬،‭ ‬‮«‬الفاشل‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬بطيء‭ ‬الفهم‮»‬،‭ ‬والسخرية‭ ‬من‭ ‬مظهره‭ ‬أو‭ ‬مستواه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬أسئلته‭.‬

التوبيخ‭ ‬والتهديد‭: ‬استخدام‭ ‬التهديد‭ ‬بالرسوب‭ ‬أو‭ ‬الطرد‭ ‬أو‭ ‬العقاب‭ ‬الجسدي،‭ ‬والانتقاد‭ ‬المستمر‭ ‬غير‭ ‬البناء‭ ‬الذي‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬الطالب‭ ‬لذاته‭.‬

العزل‭ ‬والنبذ‭: ‬تعريض‭ ‬الطالب‭ ‬للرفض‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬التمييز‭ ‬أو‭ ‬جعله‭ ‬‮«‬كبش‭ ‬فداء‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬زملائه‭.‬

العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬هو‭ ‬اعتداء‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الذات‭ ‬لدى‭ ‬التلميذ‭ ‬ويقوض‭ ‬ثقته‭ ‬بقدراته‭.‬

ثانياً‭: ‬التبعات‭ ‬النفسية‭ ‬والتعليمية‭ ‬الوخيمة

إن‭ ‬العنف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعلم‭ ‬يمثل‭ ‬صدمة‭ ‬مزدوجة‭ ‬للطالب‭ ‬لأنه‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬يمثل‭ ‬سلطة‭ ‬ومصدرًا‭ ‬للمعرفة‭ ‬والرعاية‭. ‬لتبعاته‭ ‬آثار‭ ‬مدمرة‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬حياة‭ ‬الطالب‭ ‬كافة‭:‬

1‭. ‬الآثار‭ ‬النفسية‭ ‬والسلوكية

تدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭: ‬يُصاب‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للعنف‭ ‬المعلمي‭ ‬بمشكلات‭ ‬عاطفية‭ ‬وسلوكية‭ ‬حادة،‭ ‬تشمل‭ ‬القلق‭ ‬المزمن،‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬والانسحاب‭ ‬الاجتماعي‭.‬

تدني‭ ‬احترام‭ ‬الذات‭: ‬يؤدي‭ ‬التعرض‭ ‬للإذلال‭ ‬المستمر‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬احترام‭ ‬الطالب‭ ‬لنفسه‭ ‬وإحساسه‭ ‬بالدونية،‭ ‬مما‭ ‬يعيقه‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭.‬

سلوكيات‭ ‬عدوانية‭ ‬مضادة‭: ‬قد‭ ‬يستجيب‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬للعنف‭ ‬بسلوك‭ ‬عدواني‭ ‬مضاد،‭ ‬فينقلون‭ ‬هذا‭ ‬العنف‭ ‬إلى‭ ‬زملائهم‭ ‬أو‭ ‬محيطهم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يلجؤون‭ ‬إلى‭ ‬سلوكيات‭ ‬تدمير‭ ‬الذات‭.‬

النمو‭ ‬المعرفي‭: ‬أثبتت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬التعرض‭ ‬الشديد‭ ‬للعنف‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الصحي‭ ‬للدماغ،‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬المهارات‭ ‬المعرفية‭ ‬والأداء‭ ‬الأكاديمي‭.‬

2‭. ‬الآثار‭ ‬التعليمية‭ ‬والأكاديمية

التغيب‭ ‬والنفور‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭: ‬يصبح‭ ‬العنف‭ ‬سببًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬في‭ ‬نفور‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬الغياب،‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬الحصص،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التسرب‭ ‬المدرسي‭.‬

تدني‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭: ‬يؤدي‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬إلى‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬المدرسية،‭ ‬مما‭ ‬يصرف‭ ‬تركيز‭ ‬الطالب‭ ‬عن‭ ‬المادة‭ ‬العلمية‭ ‬ويجعله‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الاستيعاب‭ ‬الفعال‭.‬

كسر‭ ‬حاجز‭ ‬التواصل‭: ‬يصبح‭ ‬الطالب‭ ‬خائفًا‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬للسخرية‭ ‬أو‭ ‬العقاب،‭ ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬عملية‭ ‬التعلم‭ ‬التفاعلي‭.‬

ثالثاً‭: ‬الأسباب‭ ‬والدوافع‭ ‬لممارسة‭ ‬العنف‭ ‬من‭ ‬المعلمين

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تبرير‭ ‬العنف،‭ ‬لكن‭ ‬فهم‭ ‬الدوافع‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬وقائية‭:‬

الإجهاد‭ ‬المهني‭ : ‬قد‭ ‬يشعر‭ ‬المعلم‭ ‬بالإنهاك‭ ‬النفسي،‭ ‬ضغط‭ ‬العمل،‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الصفوف،‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬أقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الغضب‭ ‬وضبط‭ ‬الانفعالات‭.‬

الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬التدريب‭: ‬عدم‭ ‬امتلاك‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬لمهارات‭ ‬الإدارة‭ ‬الصفية‭ ‬الإيجابية‭ ‬والأساليب‭ ‬التربوية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬السلوك‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات‭ ‬بدون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العقاب‭.‬

المعتقدات‭ ‬الثقافية‭: ‬استمرار‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬العنف‭ ‬هو‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬والفعالة‭ ‬لفرض‭ ‬الانضباط‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭.‬

ضعف‭ ‬الدعم‭ ‬الإداري‭: ‬شعور‭ ‬المعلم‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬كافٍ‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬السلوكية‭ ‬المعقدة،‭ ‬مما‭ ‬يدفعه‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬الحل‭ ‬السريع‭ ‬والسهل‭ ‬‮«‬العقاب‮»‬‭.‬

التطبيق‭ ‬الحازم‭ ‬للقوانين‭: ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والدول‭ ‬تفعيل‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تحظر‭ ‬العقاب‭ ‬الجسدي‭ ‬واللفظي‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق،‭ ‬وتوفير‭ ‬آليات‭ ‬متابعة‭ ‬حقيقية‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬انتهاكها‭.‬

التدريب‭ ‬التربوي‭ ‬التخصصي‭: ‬يجب‭ ‬توفير‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬إلزامية‭ ‬للمعلمين‭ ‬حول‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬التربوي،‭ ‬تقنيات‭ ‬الإدارة‭ ‬الصفية‭ ‬الفعالة،‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬غير‭ ‬العنيف،‭ ‬وأساليب‭ ‬التعزيز‭ ‬الإيجابي‭ ‬للسلوك‭ ‬البناء‭.‬

نظام‭ ‬تعديل‭ ‬السلوك‭ ‬الوقائي‭: ‬تحويل‭ ‬نظام‭ ‬التأديب‭ ‬المدرسي‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬عقابي‭ ‬بحت‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬تعديل‭ ‬سلوكي‭ ‬وقائي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬دوافع‭ ‬السلوك‭ ‬وتصحيحه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬معاقبته‭.‬

تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الأخصائي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والنفسي‭: ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الإرشاد‭ ‬المدرسي‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الفوري‭ ‬للطلاب‭ ‬المتضررين،‭ ‬وتقديم‭ ‬الإرشاد‭ ‬للمعلمين‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الصف‭.‬

ولو‭ ‬بحثنا‭ ‬عن‭  ‬التداعيات‭ ‬الكارثية‭ ‬على‭ ‬التلميذ‭ ‬والتعليم‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬للعنف‭ ‬اللفظي‭ ‬تداعيات‭ ‬وخيمة‭ ‬تساهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تردي‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭:‬

1‭. ‬الأثر‭ ‬النفسي‭ ‬والعاطفي

القلق‭ ‬وتدني‭ ‬احترام‭ ‬الذات‭: ‬يعاني‭ ‬الطلاب‭ ‬المتعرضون‭ ‬للإساءة‭ ‬اللفظية‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬الدافعية‭ ‬والقلق‭ ‬المزمن‭ ‬وتدني‭ ‬احترام‭ ‬الذات،‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬أقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬والابتكار‭.‬

تطوير‭ ‬سلوكيات‭ ‬التنمر‭: ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬التلميذ‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للإذلال‭ ‬ضحية‭ ‬دائمة‭ ‬لـ‭ ‬التنمر‭ ‬من‭ ‬زملائه،‭ ‬أو‭ ‬يتحول‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬ممارس‭ ‬للعنف‭ ‬لينفس‭ ‬عن‭ ‬غضبه‭ ‬وإحساسه‭ ‬بالعجز‭.‬

كراهية‭ ‬المدرسة‭ ‬والدراسة‭: ‬يؤدي‭ ‬العنف‭ ‬إلى‭ ‬كراهية‭ ‬الطالب‭ ‬للمدرسة‭ ‬والدراسة‭ ‬والنفور‭ ‬من‭ ‬التعلم،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الغياب‭ ‬أو‭ ‬التسرب‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأساسية‭.‬

2‭. ‬الأثر‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والتعليمي

تدهور‭ ‬التحصيل‭: ‬يؤدي‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬والسخرية‭ ‬إلى‭ ‬إحجام‭ ‬الطالب‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة،‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة،‭ ‬أو‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائه،‭ ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬استيعابه‭ ‬للمادة‭ ‬العلمية‭.‬

عزلة‭ ‬الطالب‭: ‬يشعر‭ ‬الطالب‭ ‬المتعرض‭ ‬للعنف‭ ‬بالانعزال،‭ ‬وتتدهور‭ ‬علاقته‭ ‬بالمعلم،‭ ‬مما‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬‮«‬التواصل‭ ‬الفعال‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬أساس‭ ‬العلاقة‭ ‬التعليمية‭ ‬الصحية‭.‬

رابعاً‭: ‬آفاق‭ ‬المكافحة‭ ‬والحلول‭ ‬المقترحة

تتطلب‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الليبية‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عدة،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الليبية‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬للوعي‭ ‬بتأثير‭ ‬العنف‭ ‬اللفظي‭:‬

التدريب‭ ‬المهني‭ ‬المكثف‭: ‬يجب‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬تكثيف‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬للمعلمين‭ ‬على‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬الإيجابي،‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات،‭ ‬والأساليب‭ ‬التربوية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬السلوك‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الإيذاء‭.‬

تفعيل‭ ‬القوانين‭ ‬والمساءلة‭: ‬يجب‭ ‬تطبيق‭ ‬قواعد‭ ‬تهذيب‭ ‬الطلاب‭ ‬بصرامة،‭ ‬وفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬تأديبية‭ ‬على‭ ‬المعلمين‭ ‬المخالفين،‭ ‬لترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ذريعة‭.‬

تعزيز‭ ‬الإرشاد‭ ‬النفسي‭ ‬المدرسي‭: ‬توفير‭ ‬أخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬واجتماعيين‭ ‬مؤهلين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الفوري‭ ‬للطلاب‭ ‬المتضررين،‭ ‬ولمساعدة‭ ‬المعلمين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬ضغوطهم‭.‬

التوعية‭ ‬المجتمعية‭: ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬مكثفة‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬وخارجها‭ ‬لتوضيح‭ ‬الآثار‭ ‬المدمرة‭ ‬للعنف‭ ‬اللفظي،‭ ‬وبيان‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬والإقناع‭ ‬لا‭ ‬التسلط‭ ‬والتهديد‭.‬

ختاما‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬بإن‭ ‬العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬هو‭ ‬قنبلة‭ ‬موقوتة‭ ‬تهدد‭ ‬جيل‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬تتطلب‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬مدرسية‭ ‬آمنة‭ ‬وداعمة،‭ ‬حيث‭ ‬يشعر‭ ‬كل‭ ‬تلميذ‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتقدير‭. ‬وعندما‭ ‬يتولى‭ ‬المعلمون‭ ‬دورهم‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬قادة‭ ‬تربويين‮»‬‭ ‬ومربين‭ ‬إيجابيين،‭ ‬يمكن‭ ‬للمدرسة‭ ‬الليبية‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬مكانتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬كمصنع‭ ‬للأجيال‭ ‬الصالحة‭ ‬والمُبدع

وعليه‭ ‬فإن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬واللفظي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المعلمين‭ ‬هو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬ومدى‭ ‬احترامه‭ ‬للإنسانية‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المعلم‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬وأمان،‭ ‬لا‭ ‬مصدر‭ ‬خوف‭ ‬وإيذاء‭. ‬بالالتزام‭ ‬بالتربية‭ ‬الإيجابية،‭ ‬والتدريب‭ ‬المستمر،‭ ‬وتفعيل‭ ‬الرقابة،‭ ‬يمكن‭ ‬استعادة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬وتحويل‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬بيئات‭ ‬آمنة‭ ‬ومُحفزة‭ ‬للتعلم‭ ‬والنمو‭ ‬السليم‭.‬

نقَصََ‭ ‬التدريب‭ ‬التربوي‭..‬

فاختاروا‭ ‬العنف‭ ‬

كأسرع‭ ‬حل‭ ‬

الإساءة‭ ‬النفسية‭ ‬أشد‭ ‬أنواع‭ ‬العنف‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى