رأي

السودان الغني.. السودان الفقير

نجاح مصدق

  كلـمات .. 

ماذا لوكانت السودان غير ماهي عليه الآن؟ ليس بلدا يعاني الانقسامات وحربا قد تكون اهلية ان طالت  وحمام دم لا احد يعلم متى ينتهي.

 ماذا لو استغلت  السودان كل الامكانات التي لديها  من موقع مهم في القارة الافريقية وثروات اقتصادية تزخر بها اراضيها سواء كانت معادن ام محاصيل زراعية او ثروات بحرية وغاز وغيرها؟

 ماذا لو كانت هي من تدير الدفة وتعقد الصفقات من منطق القوة وهي طرف الحلقة الأقوى لا الاضعف هي من تملي الشروط ولا تقبل بالاتفاقيات التي تبخس مربحها؟

كيف كان سيعود على اقتصادها بالمردود الذي يمكن العجلة الاقتصادية ان تزدهر وان تصبح طرفا مستفيدا بدلا من ان يكون خاسرا؟

ماذا وماذا سوف يكون مصير هذا الشعب الطيب الذي تتوجه اليه الاطماع الروسية منذ مدة لدرجة التفكير في اقامة قاعدة لها على ارضه رغم الانشغال بالحرب الاوكرانية الروسية الاخيرة

السودان الذي تتنارع عليه القوى العظمى كامريكا وروسيا ويسعى الجميع للسيطرة وفرض النفوذ واستثمار ما امكن واستغلاله على مايبدو لم يستفد من تجارب دول الجوار وتجربة مايسمى الربيع العربي لم يقدر انه صمام امان لدولة مصر مصب النيل ولاثيوبيا المنبع لم يجنب شعب السودان مستنقع دم قد لا تتوقف الارض عن الارتواء منه وان ما يقوم به من ناحية البحر الاحمر لو تم الاستفادة منه بالشكل الامثل لكان السودان يتحكم في حركة التجاربة على اكمل وجه

السودان التي انجرت الى فخ الانقسام والحرب خلف اطراف تسعى لسلطة مهما كلف الامر هذا الشعب من ويلات ودمار وموت لن يستوعب في وقته الراهن الى ما سينتهي وكيف سيصبح البلد الغني حقيقة الفقير واقعا فريسة لاطماع الاقطاب التي تقود العالم وغيرها ولن يستطع ان يعود كما كان شعبا يكتفي بالقليل وهو من يملك الاكثر

فهل للشعب قدرة على السيطرة ام ان مصالح المتخاصمين سوف توجهها المساعي والمطامع الخارجية وفق ما يعود عليها بالمنفعة الاقتصادية

وهل سيكون لمساعي السعودية واتفاق جدة الذي نص في اهم بنوده على ضرورة وقف اطلاق النار والتصعيد والتزام الاطراف المتصارعة بذلك مع التأكيد على حماية المدنيين وسلامتهم جدوة تمثل نقطة فاصلة في الصراع السوداني ام اننا مع مشهد مكرر باشكال اخرى وبنفس الاسطوانة المشروخة لحماية المدنيين واستمرار النهب والدم والسلاح في ظل وجود سياسات اعتادت تجسيد هذا الموقف مع الوصول لنفس النتائج لدول خاضت ولازالت تخوض انقسامات وانتشار اسلحة وعدم استقراروحرب طويلة المدى

الايام القادمة سوف تكشف اجوبة تساؤلاتنا والى أين يسير السودان ومصير الصراع الدائر فيه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى