رأي

مصافحة للأستاذ والصديق إبراهيم الغويل.. للأديب أمين مازن

هذه مصافحة قلمية أحببتُ أن أحتضن عبر حروفها الصديق الكبير و الأستاذ الجليل إبراهيم الغويل، و هو يقيم بقاهرة المعز عندما نزح إليها في العام ألفين و إأحد عشر أملاها تأميني لمفكرة العام الثالث و العشرين من قرننا هذا، و قد تأخرتُ لحرصي أن تكون من النوع الجامع بين التاريخين الهجري و الميلادي، وكذلك تداول صورته بشبكة التواصل الاجتماعي مرفوقاً بصورة أكبر أبنائه حافظ، الذي التمس من خلاله تخليد اسم الشاعر حافظ إبراهيم، خاصةً و أنه آثر أن يضع اسمه «أي حافظ» على أول دارة شيدها قرب منطقة الظهرة، حيث نشأة إبراهيم و دراسته و أبرز أسماء معاصريه ممن اِلتقيتهم في ستينيات القرن الماضي عندما بدأ الجميع يدخلون بيوت الزوجية وإنجاب الأطفال و اختلاط الطموح بالتعقل و مظاهر التطور الاقتصادي و ما أنتجه من متغيرات كما تشهد الوثائق التي أرَّخت للمرحلة و التي كان من بينها وثائق جمعية عمر المختار التي تأمنت لي منذ فترة كما سبق أن دونت في هذا الفضاء و مازلت أعود إليها ملتمساً الصبر و الأمل و الثقة في المستقبل، و قد كان آخر ما توقفت عنده المذكرة الموجهة إلى الملك إدريس بتوقيع عدد من نواب المعارضة الليبية، و كان من بين الذين وقّعوا من غير النواب حرصاً على تحمّل المسئولية إبراهيم بشير الغويل و المنافس في أشرف ميدان لمن كانوا أكبر منه سناً و أكثر شهرة، فلا يملكون جميعاً سوى إكبار دوره و إفساح المجال له، و أعترفُ شخصياً أنه أرشدني إلى مد الجسور و بالأحرى عدم التفريط فيها لأي طارئ من خلاف، لأن القطيعة جرّاء الخلاف أسوأ ما يُقدِم عليه المرء تجاه نفسه، أكثر مما يعتقده تجاه غيره، و أذكر أنني لم أبخل بنصحي لكل من استمع إليَّ في هذا المشوار الطويل و قد جنيت و الحمد لرب الحمد ثمرة هذا التوجه، فوجدت رعاية من صداقات الحياة لا تقل إن لم أقل تتجاوز الكثير من علاقات الرأي حين تتداخل الموضوعية بالغيرة و يتستّر التخريب بالنقد، و لو أردت تعداد الأمثلة لأثقلت على المُتلقي، غير أن واجب الإستشهاد الذي يخرج الكلام عن التعميم إلى بعض التخصيص يدعوني إلى أن أقتصر على تسميته بين أعضاء لجنة حقوق المؤلف التي أُسنِدَت إليَّ رئاستها و قد جمعت عدداً من رموز القانون و الثقافة و الفن كان من بينهم الأستاذ إبراهيم، و لم يكد يدرك أن التكليف قُصِدَ به إخفاء الموقف الحقيقي، لم يُلِح يوماً على وجوب اللقاء المُحرج، و إنما فوَّتَ الفرصة على كل محاولة ترمي إلى إثبات صفة الفشل الناتج عن تلاعب بعض المسئولين بما امتلكوا من القرارات و التحرّك بأكثر من وجه، فإذا ما جمعنا لقاء المثقفين عقب احتلال بغداد و قيامي بتحرير البيان التاريخي اللافت و المُدرَج ضمن ما هو مُودع بهذا الفضاء، كان العزيز على رأس من وقّعَ دون أن يقرأ أو يطلب التنصّل فيشارك في اللقاء الذي اصطُنِع لتفادي ردود الأفعال التي استدعتها بعض الوشايات الصغيرة و التي ربما تكون موضوع إدراجات قادمة، و بالأحرى مصافحات لأمثال هذا الرمز، والتحية كل التحية لصديقنا الكبير و مثقفنا الجليل و أبرز مرجعياتنا المسئولة لمرحلة دولة الاستقلال و أوائل مبعوثيها الذين لم يكتفوا و هم يعودون من دراساتهم  بحمل الشهادات، و إنما حاملين الفكر السياسي المؤثر و المتأثر، و ليسلم صديقنا الكريم، عسى الله أن يجمعنا به في مدينتا الكبيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى