رأي

هاشم شليق يكتب.. حروب

قضيتُ عطلة نهاية الأسبوع في البيت وابحرتُ في الإنترنت تحت عنوان «حروب المستقبل»..وها أنا أُلخص لحضراتكم ما قد قرأته من تقارير إعلامية مختلفة، ومطولة :-

التهديدات للأمن القومي لم تعد الحربُ النووية، أو الحرب التقليدية .. بل أصبحتْ الحربُ الإلكترونية، والإرهاب، وأنشطة التأثير الأجنبي والتكتلات الاحتكارية الدولية، والهجرة غير الشرعية، والكوارث الطبيعية .. فبحلول عام 2050 من المتوقع أن يتسبب نمو الأنظمة الموزعة والحوسبة الكمومية (بدل الصفر والواحد) والطباعة ثُلاثية الأبعاد، والعُملات المشفرة والتكنولوجيا الحيوية، وتغير المناخ في حدوث تحول أكثر حدة..

ويعد الإنترنت سلاحًا ضد الأسواق المالية وأنظمة الحاسوب والمرافق في دول أخرى.

وبعيدًا عن الحكومات، والجيوش أظهرتْ تهديدات من قراصنة مستقلين، ومجموعات قراصنة كيف أن المتسلَّلين، والهاكرزَ قادرون على احداث اضطراب وضرَّر كبيرين..

لقد شهدتْ الدول الكبرى تحولًا جذريًا وانعطافًا استراتيجيًا في سياسة الدفاع والأمن..فقد تم رفع ميزانية التكنولوجيا الرقمية، والذكاء الاصطناعي والانترنت، وبدأ الاستثمار بشكل كبير في مجموعة كاملة من التقنيات الحديثة..فيما تم خفض الأموال المخصصة لمزيد من الأجهزة التقليدية واعداد القوات..

لقد أصبحتْ الهجمات السيبرانية حدثًًا يوميًا منتظمًا فقد تم توجيه الكثير من استثمارات تلك الدول إلى النشاط السيبراني، والتي تشمل شن هجمات تجريبية تهدف إلى تقويض نسيج المجتمعات والتأثير على الانتخابات وسرقة البيانات الحساسة..ويتم تصنيف الدول المعادية لبعضها في خانة التهديد الحاد والمنافس الاستراتيجي..

الحروب سوف تحدث في بيئة ذات وتيرة متسارعة تعتمد بشكل كبير على مجال المعلومات..وأول الأشياء تقريبًا التي قد تحدث في أي أعمال عدائية ستكون هجمات إلكترونية ضخمة، وستكون هناك محاولات لتعمية الآخر عن طريق قطع الاتصالات بما في ذلك الأقمار الصناعية، أو حتى قطع الكابلات الحيوية تحت البحر التي تحمل البيانات؛ حيث يمكن أن تتوقف هواتفنا فجأة عن العمل وتجف محطات الوقود، ويغرق توزيع الطعام في حالة من الفوضى لذلك لن يكون الجيش فحسب هو المستهدف بل ستكون المجتمعات بشكل عام هدفًا رئيسًا في الصراع المستقبلي..

العالم بدأ يعمل فعلًا على ردع الخصوم لمنع نشوب الحروب؛ وأولها الطائرات المسيرة التي تستخدم ذكاء السرب للبحث عن أهداف العدو وتدميرها، ومسدس الحث الكهرومغناطيسي وسلاح الطاقة الليزرية والانفجارات الصوتية عالية النبرة، وروبوتات ساحة المعركة وتطعيم رقائق الحاسوب بالدماغ البشري..

وأنا أقول وبالتأكيد سيادتكم تعلمون بأن حروب المستقبل البعيد التي انطلقتْ بوادرها منذ الأمس سوف تكون حول السيطرة على منابع المياه العذبة؛ ناهيك عن مصادر الطاقة من خامات ومن شمس، وبحار، ورمال صحارى التي بدأت فعلًا..

ربي يحفظ ليبيا ويسدَّد خطى رجالها ونسائها نحو تجنب مختلف أنواع الحروب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى