
المواطن يراها حلاً وبعض التجــــــــــــار يعدونها طرداً للزبائن
الأسواق الكبرى تستفيد من الخدمة .. ويعاني أصحاب المحال الصغيرة
التنظيم والعدالة لضمان انسابية المرور دون الإضرار بالمواطن أو التاجر
في ظل تزايد أعداد السيارات والمحال التجارية في المناطق المكتظة بالسكان وكذلك المناطق الحديثة في العمران التي باتت مليئة بالمحال التجارية والأسواق ،وعلى مايبدو أن مسألة تنظيم الحركة المرورية أمامها وخاصة الواقعة أبوابها على الطرق الرئيسة ذات المساحات الضيقة تشكل تحديًا حقيقيًا لكل من المواطن ووحدات شؤون المرور .
ولحل هذه الإشكالية، يتم توظيف رجال المرور أو أفراد خاصين لتنظيم حركة المركبات ومنع الازدحام أمام هذه المحال والمخابز والأسواق والمصارف لضمان انسيابية الحركة المرورية ومنع الإزدحام .
وأن هذه الظاهرة أثارت جدلًا بين المواطنين وأصحاب المحال.
فبينما يراها البعض حلًا ضروريًا للربكة المرورية ، يعتبرها آخرون بابًا لاستغلال غير مشروع أو لممارسات غير قانونية.
في جولة سريعة أجرت فبراير استطلاعا لاستعراض أبعاد توظيف رجال المرور أمام المحال التجارية، وجهات النظر المختلفة حولها، وتأثيرها على الحركة المرورية والاقتصادية.
ظاهرة توظيف رجال المرور أمام المحال التجارية في العديد من المدن، خصوصًا في المناطق التجارية الحيوية، أصبح من المعتاد رؤية رجال مرور أو أفراد أمن خاصين يقفون عند مداخل المحلات الكبرى، مثل المقاهي والمتاجر وغيرها لتنظيم حركة المركبات والمشاة. يقوم هؤلاء الأفراد بعدة مهام، من بينها:
تنظيم صفوف السيارات أمام المحل لضمان عدم التسبب في ازدحام مروري لمساعدة الزبائن في إيجاد أماكن لركن سياراتهم. منعا للوقوف العشوائي الذي قد يعيق حركة المرور أو يغلق الممرات المخصصة للمشاة.
وايضا لضبط الحركة المرورية أمام المحل وتوجيه السيارات بطريقة سلسة.
لكن مع تزايد هذه الظاهرة، بدأت تثار العديد من التساؤلات حول قانونيتها، ومدى تأثيرها على المصلحة العامة.
وجهات نظر مختلفة حول الظاهرة
رأي المواطنين: بين الراحة والانزعاج
عند سؤال عدد من المواطنين عن رأيهم في وجود رجال المرور أو الأمن أمام المحال التجارية، كانت الآراء متباينة.
محمد الرقيعي موظف يرى أن هذه الظاهرة مفيدة حيث يقول عندما أذهب إلى أحد المحال التجارية أجد صعوبة في ركن سيارتي وجود شخص ينظم الحركة أمام المحل يجعل الأمور أسهل ويساعد في تنظيم السيارات وهو يخدم الطريق العام ويساعد في توعية الناس على التقيد والالتزام خاصة عند التوقف ..
أما خالد سعيد وهو سائق تاكسي، فيرى الأمر من منظور مختلف أحيانًا يوقفون سيارات الزبائن في أماكن غير مخصصة، ما يعيق حركة المرور. بالإضافة إلى أن بعضهم يتصرف وكأن الطريق ملك للمحل فقط.
بينما ترى سعاد محمود ربة منزل أن هذه الممارسة قد تكون وسيلة للابتزاز في بعض الأماكن، يطلبون منك دفع مبلغ معين لركن سيارتك، رغم أن المكان عام ومجاني ومنهم من يستغل مساحات الأرض الشاغرة وهذا استغلال واضح على سبيل المثال كالذي يحدث أمام أسواق بيع السيارات وغيرها في أماكن كثيرة .
وفي أحيان أخرى يعتبر أصحاب المحال التجارية أن وجود رجل مرور أمام محالهم ضروري لتسهيل دخول وخروج الزبائن، وبالتالي دعم نشاطهم الاقتصادي.
ويقول السيد المبروك الصالح صاحب محل ملابس
لو تركنا الأمر عشوائيًا، سيحدث ازدحام شديد يصعب معالجته . أعتقد أن توفير هذه الخدمة لضمان راحة الزبائن وهذا يأتي وفق تنسيق مع رجال المرور .
لكن بعض التجار يعارضون هذا الأمر
مثل سامي نصر صاحب مقهى صغير المحال الكبرى تستطيع توظيف أفراد أمن خاصين، لكننا كمحال صغيرة لا يمكننا تحمل هذه التكاليف. وهذا يخلق نوعًا من التمييز بين المحلات.
الموقف القانوني من توظيف رجال المرور أمام المحال التجارية
قانونيا يختلف الأمر من بلد إلى آخر، لكن في العديد من الدول، فإن تنظيم المرور هو مسؤولية الدولة ممثلة في إدارات المرور والأمن، وليس المحال التجارية.
في بعض الدول يتم السماح بتوظيف أفراد أمن خاصين، لكن وفق شروط محددة، مثل عدم تعطيل حركة المرور العامة، وعدم استخدام سلطات رجل المرور الرسمي.
يتم منع توظيف أفراد لتنظيم المرور خارج المحال، باعتبار أن الطريق ملك عام لا يجوز تخصيصه لمصلحة محل تجاري معين.
في بعض الحالات، يتم فرض غرامات على المحلات التي تستغل الطريق العام دون تصريح رسمي.
العديد من رجال القانون يرون أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تنظيم واضح، بحيث يتم تحديد متى وكيف يمكن توظيف رجال المرور أمام المحال، دون الإضرار بحقوق الآخرين.
التأثير على الاقتصاد المحلي
للظاهرة تأثير واضح على الاقتصاد المحلي، حيث تساعد في تحسين تجربة الزبائن، مما يشجعهم على زيارة المحلات التجارية، خاصة في المناطق المزدحمة. ومع ذلك، فإن بعض المحلات الصغيرة قد تتضرر إذا تم فرض رسوم على خدمة ركن السيارات، مما قد يدفع الزبائن إلى تجنبها.
أصحاب المحال التجارية الكبرى يستفيدون من هذه الخدمة لأنها تسهل على الزبائن الوصول إليهم.
على الجانب الآخر، قد تعاني المحلات الصغيرة من قلة الزباين إذا تم احتكار مواقف السيارات من قبل المحلات الكبرى.
لحل هذه المشكلة بطريقة تحقق التوازن بين مصالح الجميع، يمكن النظر في عدة حلول:
تحديد شروط قانونية واضحة لتوظيف رجال المرور أمام المحال التجارية، بحيث لا يتم تعطيل حركة المرور العامة.مع إنشاء مواقف سيارات عامة قريبة من الأسواق، بحيث يتم تقليل الحاجة لتوظيف أفراد لتنظيم المرور أمام المحلات.وكما تتطلب الحاجة استخدام التكنولوجيا مثل تطبيقات الحجز المسبق لمواقف السيارات، مما يساعد على تقليل الازدحام دون الحاجة إلى أفراد ينظمون الوقوف.إظفة لفرض رقابة مشددة على أي استغلال مالي غير قانوني، مثل إجبار الزبائن على دفع رسوم غير رسمية.
فتحي بشير . موظف يطالب بوجود رجال المرور لتسهيل حركة المرور وعدم تعقيدها لوضع جواجز ليست في محلها مانعاً بذلك عددم التوقف «المؤقت» وهذا يسبب عرقلة مرورية من وجهة نظري ولذلك نجد صعوبة في ركن السيارات لاقتناء بعض الأشياء ولو كانت بسيطة ولهذا لا يمكن مخالفة الطريق العام و لأننا بحاجة الى التنظيم المروري وكذلك لاماكن التوقف ولو مدفوع الثمن ومن خلال جانبه قال السيد أحمد ناصر أن الأزدحام المروري أمام الأسواق والمصارف والماجد ايظاً نحتاج الي مرور وكما هو معلوم |أن غالبية الانشطة الاقتصادية «الفردية» تسبب في ازدحام مروري كبير جداً خاصة تلك الواقعة علي الطرقات الرئسية الضيقة وأحياناً تلك يأتي أصحاب المشاريع حتي وإن كانت مخابز فهي الأكثر تعقيداً وهنا لابد من تواجد رجال المرور لمنع التوقف العشوائي تجد أحياناً طريق بجانبه جزيرة دوران كالتي تقع في طريق شارع السيدي هناك صعوبة كبيرة في التنقل بالمركبات ولهذا نطالب رجال المرور التركيز علي المناطق الأكثر تعقيداً .
ويرى شرف الدين الزياني أن رجال المرور يقومون بواجباتهم علي الطرقات العامة خاصة تلك المزدحمة بالمحال التجارية فالمواطن غير مبال باصطفاف المركبة بطريقة جيدة قد تساعد في تنظيم الحركة . وأحياناً نجد صعوبة في التنقل من بلدية تاجوراء الي العاصمة طرابلس وأنت سالك طريق الفتح تجد هناك عرقلة ليس لها مبرر تحتاج الي رجال مرور سوق الجمعة لتنظيم حركة السير خاصة في الفترة الصباحية فالأمر بات يحتاج الي رجال مرور في كل مكان أو رجال مختصين ترى مديرية أمن طرابلس ضرورة توظيفهم ..
. محمد عبدالرحمن يقول أن حل مشكلة الأزدحام التي تحدث ربكة في حركة السير لأن أغلب المحال التجارية المعروفة بالأسواق الكبرى تحتاج لتوظيف رجال المرور مع هذا قد تجد هناك عرقلة في حركة السير تجد الكثير من المواطنين يطيلون الأنتظار في التوقف العشوائي وهذا قد يكون أحد الأسباب الرئسة للزحمة .
فرجال المرور تواجداهم مهم جداً لأنه كما تعلم أن الوعي الثقافي لدى الناس مهم جداً حتي نتفادى مشكلة التوقف العشوائي لأن الازدحام يسببه المواطن ويشارك فيه أصحاب المحال التجارية غير المنظمة الواقفة على حافة الطريق فهي تحتاج الى الاقفال احياناً .
إن توظيف رجال المرور أمام المحال التجارية قضية تحمل أبعادًا مختلفة، بين الحاجة إلى تنظيم حركة السيارات، وحماية حق الجميع في استخدام الطريق العام. وبينما يراها البعض ضرورة لتنظيم الحركة، يرى آخرون أنها قد تتحول إلى استغلال غير قانوني لذلك فإن إيجاد حلول متوازنة تجمع بين التنظيم والعدالة هو السبيل الأفضل لضمان انسيابية الحركة المرورية دون الإضرار بمصالح المواطنين أو أصحاب المحال التجارية.