رأي

أمين مازن.. وقف المتعاونين لن يصرف الأنظار

وجهتْ سلطة الأمر الواقع تعميمًا يحظر على الدوائر الحكومية الاستعانة بالمتعاونين، أي الذين بلغوا سن التقاعد وتعذّر التمديد لهم كما هو حال المائات من الذين تجاوزوا السن القانونية بعقود وما يزالون يديرون شؤون البلاد ويرفلون في ما لا حصر له من الميزات إلى جانب فرص العمل لهم ولذويهم داخل البلاد وخارجها وليس لهم سوى الحيلولة دون أي جهد في حلحلة المأزق. وحجة من أصدر التعميم لو اضطر لتبرير إجرائه هو أن وجود هؤلاء المتعاونين ممن ليس لهم من الأذرع ما يبقى على الحاجة الملحة لهم، يشكل عقبة أمام الأجيال الجديدة ويكلف خزينة الدولة نفقات يمكنها لو وُفِّرَت لسدت كثير الاحتياجات التي يصعب حصرها وتغطية احتياجاتها، وما ذلك إلا لأن الممسكين بالقرار يسعون إلى صرف النظر عن حقيقة أن معظم إن لم نقل كل من دالوا قبلهم قد انتهجوا منذ مطلع هذا القرن وفي عشريته الثانية تحديدًا قد وجدوا في فبراير ومصطلح المنتصرين فيه ما فتح لهم أوسع الأبواب لأصحاب الحظ ليس فقط للفوز بأرفع الوظائف بالداخل بل ومنهم من يكلف بالعمل أو يوفد للدراسة بالخارج حيث الدفع بالدولار والبقاء داخل الحدود والذين لم يزد عجب تجاوزهم سوى الاعتمادات المُبيحة لتحويل النقوذ الليبية للإستفادة من فارق العملة والتقارير الطبية وقيل عنها الكثير دون أن يصدر عن المشتبه فيهم أي توضيح يرد على الصحافة وما اكتظّت به من الغمز واللمز، دون أن يحرك المعنيون بالفعل أو المطالبون بوقفه أي توضيح، فلا يجد الحريصون على المال العام ممن لا يعودون من مهمة إلا ليخرجوا مرة أخرى، ولا تحلو لهم الاجتماعات داخل البلاد إلا بفنادق ما فوق الخمس نجوم، أما السيارات التي يتوقف ركوبها عند الأُسر وإنما تمتد إلى أقارب الدرجة الثالثة فلا يجدون إلا المتعاونين ممن أمضوا أعمارهم في العمل ولم ينتبهوا إلى الحيل التي رفعت من التقاعد أو الذين تحتاج إليهم مراكز البحث وحلقات التدريس فينغّص حياتهم هذا التعميم الذي لا يشير إلى أي استثناء أو مراجعة، لأن المطلوب خلط الأوراق وصرف النظر عن مكامن الخطر حيث النهب وسوء الأداء وإفقاد الناس أي شعور بالإطمئنان والثقة بالمستقبل والإيمان بأن الوطن يسع الناس كافة وأن التطور الطبيعي يمكن أن يحمل ما يفيد الجميع ويدفع الأغلبية بأن صوتها يمكن أن يُسمع وإسهامها يمكن أن يفيد وصوتها سيُرجّح كفة الخير وأن ما تعج به حلقات التواصل الاجتماعي من أخبار الفساد والمفسدين قد يحرك الضمائر فيعود من أغرتهم نفوسهم الأمّارة بالسوء لن ينعموا بسلبية الناس دوماً أو ستكون المنشورات الغاضبة والمليئة بتفاصيل الإنحراف وما ينذر بأسوأ العواقب التي لا يأمن أحد سوء ما تحمل ولا الحد الذي يقف عنده الضرر، فمن تُقفل أمامه أبواب التعاون البسيط لكي يسدد القليل من احتياجاته لن يقف ساكناً وهو يرى غيره ينعم بما يزيد عن الاحتياجات أضعافاً مضاعفة، فللصبر حدود كما تقول أغنية أم كلثوم الشهيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى