الرئيسيةملف

مشاكل المهني: الواسطة والمحسوبيه وغياب الكتاب  

للتعليم التقني والفني دورٌ فعالٌ في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية في بلادنا ويعد التركيز على العامل المادي والعامل البشري من استراتيجيات التعليم والتدريب الداعمة لتحقيق الأهداف التي تأسس من أجلها التعليم المهني، فتم وضـع البرامج والخطَّط للتنمية المستدامة اللازمـة لتنفيذ السـياسـيات والتشريعات المتعلقـة بمجـال الـتـعـلـيـم الـتقني والفـني والتي تسعى الوزارة جاهدةً لتنفيذها وتطويرها، كما تهتم بمواكبة التطور المهني في سوق العمل. ومع استمرار تأخر توفر العامل المادي المناسب لكل التخصَّصات نتج عنه عدة مشكلات أدت إلى تدهوره في كل المدن الليبية.

من خلال هذه الأسئلة تتحدَّد أبرز المشكلات في المعاهد التقنية والمتوسطة، وسُبل معالجتها.

لماذا لم يتم توفير الكتاب المدرسي لهذا العام؟، وهل تم تطوير المناهج القديمة لجميع التخصصات ؟.

  لماذا توجد الواسطة، والتحيز في قسم التوجيه والتفتيش؟

لماذا يتعمد المعلمُ الغياب، وينجح الطالبُ المنقطع عن الدراسة؟.

ما الحلول الناجعة لمشكلات التعليم التقني والفني؟.

د. أبو عجيلة مدير إدارة التفتيش قال : 

التعليم التقني والفني له مهام حيوية، وتُبنى به الدول، وقد تطورت الدول المتقدمة من خلال اهتمامها بالتعليم الفني، ويحتاج التعليم الفني للعديد من البرامج والأنشطة التي ترفع من مستوى الأستاذ والطالب.

وأشار إلى أسباب توجه الطلاب إلى التعليم الثانوي أكثر من التعليم الفني بسبب ثقافة المجتمع رغم أن فرص العمل فيه أكثر من التعليم الثانوي، تم ضغط الأسرة على الأبناء بتبني تخصَّص لا يرغبونه، وهذا اهدرٌ للوقت، والجهد، والحل هو أن يركز الإعلام في برامجه على أهمية التعليم التقني والفني في المجتمع ويظهر مزاياه حتى تولد في المجتمع صفة الانجذاب نحو التعليم والتدريب فهو يقبل الأفكار الريادية، ويشجع على الابتكار .

أ. عبد الرحمن علي بن مسعود قسم التوجيه الفني طرابلس

 قال : عملتُ 21 عامًا كموجه، وكمعلم في التعليم الفني 43عامًا تخصص هندسة ميكانيكية، لاحظتُ أن المعاهد الفنية المتوسطة عانتْ تدهورًا من منتصف التسعينيات ومن أهم الأسباب ضعف الإدارات، والمناهج قديمة، لا تواكب العصر، وضعف أداء المعلم، وبالتالي ضعف المخرجات المتمثلة في ضعف التحصيل العلمي، وضعف التدريب للطلاب، وفي السنوات العشرين الأخيرة نعاني من قلة توفر الإمكانات المادية لتطوير الآلات والخامات وصيانتها، والبنى التحتية ثم في العشر السنوات الأخيرة منعدمة المواد الخام لأغلب التخصصات حتى إن بعض المعاهد قفلتْ فيها قسم النجارة والحدادة وغيرهما.

وأشار إلى قسم التوجيه والتفتيش أنه ومنذ إنشائه يعاني من عدم توفر مقر له وفي بداية عام الألفية بات القسم ينتقل من مكان لآخر وحاليًا خصص له مقر في الدور الثاني بمعهد جميلة الإزمرلي طرابلس، والتوجيه إلى الآن لا توجد له لائحة للتوجيه والموجه لا يعرف ما له وما عليه، وقد تم إعداد لائحة ووضعت في مكتب معالي الوزير منذ 3 سنوات ومن 6شهور قدمت لائحة لقسم التوجيه عند السيد فتحي الحاسي وطيلة وزارة التعليم للمعاهد الفنية المتوسطة لم توقع إلى هذه الساعة والأسباب مجهولة .. وأوضح أن ضعف الإدارة سبب تدهورًا للتعليم الفني ولا يوجد لدينا من يقودنا على مستوى ليبيا، فهل يعقل أن رئيس قسم التوجيه في البلدية يتبع مدير المكتب في البلدية، فأنا كيف أحرَّر تقريًا، فلا مدير مكتب يحترم عملنا .

وأضاف أن مديري المعاهد لا يهتموا بملاحظتنا وتوجيهاتنا والمدرس عندما يتطاول على الموجه لا يوجد من يرده، ولو الموجه يتطاول على المعلم، فلا يوجد من يرده أيضاً بسبب انعدام لائحة العمل في قسم التوجيه والموجه عندما يكتب التقرير لا يهتم به أحد ولحل مشكلات التعليم المتوسط لا بد من توقيع لائحة عمل الموجه، واختيار الموجه المناسب للمهنة من قبل الموجهين من ذوي الخبرة، وكذلك المعلم الأول الذي عمل لأكثر من 30 عامًا وهو معلم وأن يخضع الموجه للامتحان.

وفي السياق ذاته قال 

أ. عبد الله سالم معلم أول في مادة الرياضيات بضواحي طرابلس: : 

توجد أسبابٌ عديدة تجعل المعلمَ يتعمد كثرة الغياب، من بينها تأخر المرتبات لشهور، وكذلك تسلط المدير عليه ينفره من العمل والفساد الإداري منتشرٌ في التعليم الفني؛ فبعض المديرين ينجح الطالب الكثير الغياب، أو المنقطع بل وينجح المتعثر في دراسته فيتصرف بنفسه في زيادة الدرجات بعد تسليم المعلم الصحيفة ليوقعها وهذا فتح باب الغش، فأصبح مشاعًا بين الطلاب أن نهاية العام سيسمح بالغش وقد نجح الكثيرون دون أن يتعبوا في الدراسة.

وأرجع السبب لانعدام الرقابة على الإدارات، والأقسام نتج عنه حرية التصرف للمديرين، وتحيز بعضهم لبعض المعلمين والمعلمات فيرفع غياب أيام، أو التأخير للمثابرين في عملهم بينما المقصرون والكثيرو الغياب يتم التكتم عليهم .. وأكد أن التعليم الفني يعاني من سوء اختيار المديرين الذين تسبَّبوا في تدهور التعليم الفني المتوسط, ولحق به الاختيار السيئ للموجهين.

وأوضح قد حضر إليه موجه يصغره بأكثر من 20 عامًا وقام بسوء تصرف أمام الطلاب والغريب أن معلم ذو خبرة وشهادته أعلى من الموجه يهمش ولا يسمع له، مما دفع بنا لطلب الانتقال إلى معهد آخر وترك مكان العمل وحاليًا تعاني أغلب المعاهد من نقص المعلمين في عدة تخصصات بسبب تقاعد المعلمين، أو حدث طارئ .. وأكد أن الحل في إصلاح التعليم البدء في اختيار المديرين ذوي الخبرة في التعليم المتوسط، وذوي شهادة علمية، وأن تسمع وزارة التعليم التقني والفني للمعلم الأول، وتهتم بتنفيذ كل ما يسهم في تحسين التعليم والتدريب.

وفي سياق آخر قال أ. فؤاد عيسى تخصَّص كهرباء منازل نحن نطالب بحقوقنا وهي علاوة الحصة، ولجان الامتحانات منذ 2016م فروقات القانون رقم (4) ولا بد من توفر وسائل تعليمية، والسبورة الذكية، وأن تكون المناهج تواكب العصر ويحتاج كل العاملين إلى دورات رفع كفاءة سواء بالداخل أو الخارج، وأن يتم تشكيل لجنة متابعة وتحقيق للفساد الإداري وأن يتم إنشاء صفحة على (الفيس بوك) تتلقى شكاوى المعلمين وتسارع لحلها، وأن يستفاد من الزوائد في المعاهد الفنية المتوسطة لأنهم باتوا يتسببون في الكثير من المشكلات الشخصية بسبب الفراغ، ولا بد من الاهتمام بالمقصف، وتوفير وجبة صحية للمعلم والطالب، وتوحيد النقابة فلا يعقل أن لدينا نقابتين تتصارعان فيما بينهما والوزارة لا تفعل شيئًا لهما لا بد من إصلاح التوجيه وإرجاع الزوائد إلى مهنة التعليم؛ فالمعاهد المتوسطة تعاني النقص بينما يضغط على المعلم الأول الخبير في مهنة التعليم، ومن يتحصل على واسطة ينتقل للتوجيه حيث الراحة ولا يخرج إلا مره واحدة في الشهر يلف على بعض المدارس واحيانا لا نسمع بحضور موجهين لعدد من المواد النظرية والمواد العملية.

أ. نادية المصراتي مدير معهد هايتي للمهن الشاملة 

قالت يوجد بالمعهد تخصصات (الحاسوب، والرسم الهندسي، وإدارة الأعمال) وهذه التخصصات عليها إقبال كبير من قبل الطالبات، وحدَّدت المشكلات التي تعرقل سير الدراسة لهذا العام وهي عدم توفر الكتاب الدراسي لجميع السنوات، فقد تم توزيع عدد 15 كتابًا، والفصل فيه 30 طالبة، وقمنا بحل لهذه المشكلة في إعطاء طالبتين كتابين لمنهجين مختلفين ويتم التبادل فيما بينهما، والحل الآخر عند نجاح الطالبة تسلم كتب السنة الأولى، وكذلك تم التعاون بين الإدارة، وأعضاء التدريس في شراء آلة تصوير لنسهل على الطالبات تصوير المذكرات والأسئلة الإرستشادية وكل ذلك بالمجهود الشخصي ومن جيب المعلمات وأشارت إلى مشكلة قلة الإمكانات يتمثل  في توفر المعامل؛ فجهاز الحاسوب قديم، ومهندس الصيانة يتعب دائمًا في إصلاحه وشراء ما يلزم لصيانة وبسبب ضعف الميزانية المخصصة لشراء مواد الخام فإننا نحل المشكلات بالمجهودات الشخصية.

وأشارت إلى النقص في المعلمات ومن يتم تعيينها تدخل مع المعلم الخبير للحصة لتتعلم طرق التدريس ثم يعطى لها الفصل ويصبح المعلم الأول موجهًا مقيمًا يتابع التعينات الجديدة في الشرح وكراسة التحضير والتدريبات العملية وأوضحت أن حسن الإدارة في المعهد نتج عنه الانضباط وعدم التغيب، أو الهروب من الدراسة وانعدام مشكلات البنات كان بتنفيذ تعليمات الأستاذ حسين الشروي مدير مكتب طرابلس للتعليم الفني المتوسط والمهندس صلاح سلامة في منع الهاتف النقال داخل الحصة وبفضل تعاون الاختصاصية الاجتماعية ومتابعتها للمعلم المتميز في اجتهاده والطالبات المتميزات في التزامهن ومشاريع تخرجهن جدًا رائعة وقد حصصنا لهن يومًا في نهاية كل فصل دراسي يتم تكريمهن ليكون حافزًا لغيرهن وقدوة في المثابرة والاجتهاد في العمل.

وختمت بالشكر للمسؤولين في الوزارة على جهدهم لأجل إصلاح وتطوير التعليم التقني والفني.

من جانبها أكدتْ م. سميحة محفوظ قسم العمارة

 عدم اهتمام مكتب التوجيه في الوزارة بالموجهين، وعدم إعداد دورات لهم وتشجيعهم، وعدم عقد اجتماعات بهم ومتابعة عملهم وأصبح التوجيه تحصيل حاصل جسم ليس له هيبة، وكيان بمعاهدنا وللأسف وجوده من عدمه مما أسهم هذا الاهمال في عدم احترام الموجهين من قبل بعض مديري المعاهد ورغم زيادة أعداد الموجهين غير الضروريين إلا إن مكاتب التوجيه تشكتي من عجز حاد في موجهي بعض التخصصات الفنية على رأسها أقسام (الحاسوب، والتبريد والتكييف، وميكانيكا السيارات، ونجارة الأثاث)،  وغيرها .

د. سميرة الفزاني منسق التوجيه طرابلس 

قالت إن ضعف التوجيه وكثرة مشكلاته، والغياب الفعلي لدور التوجيه الفني تسبب في تدني مستوى مخرجات التعليم الفني المتوسط؛ فالتوجيه الفني لشريحة التعليم الفني أمرٌ ضروري ويعد بمثابة العمود الفقري لهذا الجسم، ويجب أن يبنى على أساس قوي ومتين على اختيار مدربين ذوي خبرة وباع طويل في محك التدريب بتخصصاتهم الفنية وممن تلقوا دورات تدريبية ومؤهلين فنياً بعيدًا عما هو موجود؛ فمن هنا يفترض أن يكون مكتب التوجيه الفني بالمعاهد الفنية المتوسطة ذا أهمية كبرى لدوره في توجيه المدرب، والمعلم، والإشراف على إعداد المناهج والمقترحات والخطط الفنية وإعداد دورات رفع الكفاءة والإشراف عليها ومتابعة تنفيذ الخطط المنهجية بالمعاهد وإعداد تقارير فنية دورية على سير العملية التدريبية مع متابعة المعاهد من حيث توفر التجهيزات ومستلزمات التدريب ومعاينتها وإعداد تقارير عنها بالإضافة للاهتمام بمستوى المدرب، والمعلم وتقييمها، و وضع حلول للرفع من كفاءة المدربين والمعلمين ولكن وللأسف لا حياة لمن تنادي فمن خلال هذا صحيفتكم ندعو جميع الموجهين لوضع مقترح يمكننا من خلاله تغيير وضع هذا الجسم التي يكاد يكون عديم الحركة.

المعاهد الفنية .. مكانك سر

وختمت بالشكر للسيد حسين الشروي مدير مكتب طرابلس الذي يبذل جهده من أجل تسيير العمل في المعاهد الفنية المتوسطة والإسراع في خدمة الترقيات والأمور المالية للمعلمين بالإضافة إلى تشجيعه ومتابعته للدورات التدريبية ومتابعة احتياجات المعاهد الفنية المتوسطة، والشكر موصول للمهندس صلاح سلامة، والدكتور فتحي الحاسي ومعالي وزير التعليم التقني والفني السيد « السيفاو» ولكل العاملين في مكاتب إدارات التعليم التقني والفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى