رأيرياضة

من الواقع

علي العزابي

بعض من رؤساء أنديتنا الكروية ولا أقول بمفهومها القديم والجميل  أندية رياضية وثقافية واجتماعية .فذلك زمن مضي وولي كما مضت معه كل المفاهيم والقيم والسلوكيات التي كنا نؤمن بها ونتخذها منهاجا في حياتنا. .لكن مع هذا التطور والتغير والتحول المذهل انقلبت عندنا المعايير بمئة وثمانين أو تسعين درجة وفي كرة القدم تحديدا غيرنا  كل شئ ليس إلى الأمام بل إلى الخلف وبسرعة كبيرة جدا..فعلى سبيل المثال فقط .رئيس النادي عندنا هو (الكل في الكل) ولم يعد ينقصه الإ  أن يصبح لاعبا في تشكيلة الفريق وقد يفرض اسمه على المدرب وعلى الجميع..رئيس النادي خاصة من أندية الوزن الثقيل علي رأي الراحل (منصور صبرة) تجاوز الخطوط الحمراء فبدلا من أن يكون في المنصة الشرفية كبقية رؤساء أندية العالم  فلورنتينو بيرز رئيس الريال أو خوان لابورتا رئيس البرشا أوحتي محمود الخطيب  رئيس نادي  كالأهلي المصري تجده مختلف تماما  عن كل هؤلاء فقد اتخذ من دكة البدلاء مكانا له وكأنه أحد اللاعبين الذين يتوقع مشاركتهم في المباراة وترك مكانه المخصص له أسوة ببقية رؤساء أندية العالم ونزل للجلوس في مكان ليس له بل لغيره! .. المشكله لم تقف عند هذا الحد فليته بقي  في مكانه ولرضينا  به على أنه شر لابد منه! بل أصبح هو أساس المشكلة فهذا المصنف والمدون اسمه والمتعارف عليه أنه رئيسا للنادي تخلى عن هذه التسمية وتجاوز كل صلاحياته وبدأ يصدر الأوامر والقرارات من داخل دكة البدلاء ويتدخل في شئون الفريق وفي كل كبيرة وصغيرة بل تعدي ذلك الي إثارة المشاكل مع طاقم التحكيم والإحتجاج علي قراراتهم ولو كانت صحيحة.مما يزيد من حالة التوتر بين اللاعبين  وحكم المباراة أو مساعديه على خطوط الملعب وبدلا من أن يكون عنصرا للحل نراه أساسا في مشكلة!.. رئيس النادي ليس مكانه بين اللاعبين يعلوا صراخه ويتخلى عن دوره الأساسي كمسير ناجح يوجه ويساهم في نجاح المنافسات ويتعامل مع الآخرين ونظرائه في الملعب بروح رياضية بعيدة عن خلق أجواء التوتر وما قد ينجم عنها من تداعيات لها عواقب وخيمة ونتائج لايحمد عقباها!.. من يقود أي نادي  ويترأسه عليه أن يتمتع بصفات القيادة والحنكة والدبلوماسية ويلتزم بالضوابط المحددة داخل الملعب وخارجه وأن يكون مثالا يحتذي للجميع وللمؤسسة التي بمثلها وينتمي لها  وإمتدادا لأولئك الأباء المؤسسين لأنديتنا الرياضية وما كانوا يحملونه  من قيم ومثل عليا وروح رياضية سمحة وسيط  حسن نذكره بهم وبتلك الأيام الخالدة والمنافسات التي ستظل ذكرياتها عالقة في أذهاننا لقدرتهم علي القيادة الرشيدة ولإلتزامهم بالنظم واللوائح وإحترامهم لها  وعدم تجاوزها والقفز عليها قيد أنملة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى