الرئيسيةثقافةمتابعات

فبراير تفتتح صالونها: الصحافة الالكترونية في ليبيا.. حقيقة الأزمة

كتب: عبدالسلام الفقهي.. عدسة: عمر النجار

أقام  صالون صحيفة فبراير أولى مناشطه , الثلاثاء الماضي , بحلقة نقاش حول واقع الصحافة الالكترونية في ليبيا وحقيقة أزمتها ,ادارتها الشاعرة سميرة البوزيدي ،حيث استضيف  الشاعر والكاتب رامز نويصري مدير موقع بلد الطيوب الذي القى  ورقة بالخصوص .

وأشار النويصري في استهلاليته أن ورقته هي مجموعة من الأفكار التي تحاول رصد مأزق الصحافة الإلكترونية في ليبيا، ولا أن تكون حكمًا تقييميًا, كما أنها ! تنطلق من فرضية! أن الصحافة الإلكترونية في ليبيا تعيش أزمة حقيقية، على أكثر من مستوى؛ الأمر الذي جعلها بعيدة جدا عن متابعة المواطن الليبي، الذي ستعاض عنها بما توفره منصات التواصل الاجتماعي! الورقة ركزت  على مجموعة من المسائل، مثل الوقوف على واقع الصحافة الإلكترونية في ليبيا! وتحديد نقاط ضعفها و اقتراح حلول.

الجيل السابق

وقبل الخوض في تفاصيل واقعها الحالي يرجع  رامز  الى البدايات بقوله : انطلقت الصحافة الإلكترونية في ليبيا، منذ تاريخ تواجد صحف ومجلات الهيئة العامة للصحافة في الأول من يوليو العام 2001 ، بإطلاق نسخ إلكترونية لهذه الصحف والمجلات، وهي: صحف: الشمس، الفجر الجديد (عربي ذ إنجليزي)، الجماهيرية، كل الفنون. مجلات: البيت، الأمل. إضافة إلى صدور أول صحيفة إلكترونية في ليبيا، وهي صحيفة (الجماهيرية اليوم)، وانطلقت في يناير 2003, إضافة إلى الصحف والمجلات التي تتبع بعض المؤسسات والجهات العامة . وكذلك الصحفة التابعة للنوادي الرياضية ,التي انطلقت تباعًا على الشبكة.

 واردف موضحا ان الدفعة الثانية لتواجد الصحافة الإلكترونية على شبكة الإنترنت، مثلتها مجموعة الصحف والمجلات التي كانت تحت إدارة مشروع ليبيا الغد، منذ العام 2006م. عرف العقد الأول من الألفية الثانية، السعي المحموم للتواجد على الإنترنت، خاصة بعد دخول الويب 2حيز التطبيق، لتنشط معه بشكل كبير المنتديات والمدونات الشخصية، التي كانت وجه متصفحي الشبكة.

نقطة مفصلية

ويرى مدير موقع الطيوب   إن العام 2011 كان نقطه مفصلية، بحيث يمكننا القول إن أغلب الصحف والمجلات الليبية كان لها تواجد على شبكة الإنترنت، خاصة صحفة الهيئة العامة للصحافة. لكننا سنجد أنفسنها أمام انحسار كبير في عدد الصحف الليبية الإلكترونية ما بعد فبراير 2011م. لسببين الاول تغيير النظام السياسي للبلد ، وثانيًا لتعرض الهيئة العامة للصحافة لما يصاحب الثورات من تغييرات إدارية تطال الكيانين؛ البشري والفني! كما انطلقت في ذات الوقت العديد من المواقع لصحف إلكترونية دون أن يكون لها إصدار ورقي، لكنها جميعًا تشترك في ذات نقاط الضعف والتي ارجعها الى ثلاثة اسباب وهي  (استراتيجيات، موارد بشرية، تقنية ).

 فعلى مستوى الاستراتيجي وفي شقه الاداري لم يتم وضع تصور كامل لهذه الخطوة، عند البدء في إطلاق مواقع الصحف، وبخاصة صحف الهيئة العامة للصحافة، ، بحيث الحق العمل على مواقع الصحف، بالعمل الروتيني للصحيفة! وهو ما تتميز به الصحف الإلكترونية الأخرى. ايضا لم تكن هناك خطط موضوعة، لمواكبة التطورات السريعة التي عرفتها الشبكة خاصة وإنها بشكل سريع تحولت من الويب 1 للويب 2 دون أن يكون لهذا التحول أثر في مواقع الصحف الإلكترونية بالهيئة). كما لم تهتم هذه المواقع بالأرشفةالأمر الذي حرم المتصفح من أهم ميزات الإبحار الشبكي، بالوصول إلى أرشيف المقالات  أو الموضوعات بالصحيفة!

ومن جانب اخر تطرق النويصري الى الجانب المتعلق بالتنمية البشرية  ، والذي  للأسف لم يتم استغلاله بالشكل الصحيح، فغاب التدريب الجيد عن هذه العناصر التي تركت للتعامل مع تقنية نشر حديثة، دون أن تكون هناك برامج تدريبية تخدم العمل الصحفي على الشبكة. وهو ما تعتمده الآن الكثير من المؤسسات الصحفية، خاصة بعد فبراير 2011موعلى الصعيد التقني  نوه الى انه  يمثل  أكبر مشكلات الصحافة الإلكترونية في ليبيا، ومنذ بداية انطلاقتها على الشبكة، لسببين , عدم وعي الإدارة بهذه التقنيات وفهمها، و ضعف البنية التحتية للشبكة في ليبيا.

عراقيل وتوصيات

ويرتبط بهذا البعد بحسب اشارته غياب روح الابتكار , فمن خلال المتابعة، نجد إن العمل على المواقع الصحافية، أقرب للعمل الروتيني، الذي ينتهي بمجرد نقل المادة من جهاز الجمع إلى الشبكة (نسخ لصق). دون أن يكون هناك ابتكار للمحتوى، أو أن يكون العمل على الشبكة موازي للعمل على النسخة الورقية، وابتكار صور جديدة للنشر.

ولتفادي الاشكاليات المكورة يذكر الكاتب  جملة من التوصيات منها  مراجعة وإعادة تقييم تجربة الصحافة الإلكترونية في ليبيا، من جميع النواحي، دون فصل للمراحل أو إقصاء .كذلك من المهم فصل الإصدار الإلكتروني عن الورقي، من خلال إدارة مستقلة، تتمتع بكامل الصلاحيات، مع المحافظة على سياسة النشر, اضافة الى تقييم وتقويم الموارد البشرية العاملة في الصحف، من خلال تدريب مختص بالصحافة الإلكترونية، والنشر الإلكتروني، والعمل على (السوشيال ميديا).

 ويلحق بجملة التصورات الاستفادة من تنوع المحتوى، لتنويع طرق عرض الموضوعات والأفكار، وتغيير الصورة النمطية للصحافة والعمل الصحفيالاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي، إنتاج محتوى مبتكر يمس اهتمامات المتابع الليبي.

وجهات نظر

 وعقب الورقة عدة مداخلات ناقشت ما ورد في حديث المحاضر ومناقشته في بعض جوانبها , واوضح عبدالرزاق الداهش رئيس الهيئة العامة للصحافة وجوب التفريق بين مواقع الصحف وصحف الفيس بوك مشيرا الى ضرورة الاستفادة من التقنية , ومع وجود ضعف عام في المواقع الخاصة بالصحف الا أن العمل يجري على تطويرها  .

وفيما يتعلق بالجانب الاعلاني نوه محمد الرحومي رئيس تحرير صحيفة فبراير الى الجانب الجاذب للزائر في الموقع وتفعيله بما يخدم الموقع والمتلقي , وقبل كل ذلك تناول الصحفي سمير جرناز قضية الاهتمام بالصحفي وتنمية قدراته بدورات تدريبية وغيرها .

ولخص الكاتب عبدالمنعم اللموشي جوهر القضية في كلمة السر بحسب تعبيره وهي (حب الشي او الشغف )والذي تبنى عليه كامل ابعاد الموضوع , مضيفا من خلال سرده لتجربته الشخصية عندما كان مسؤولا عن موقع فيما كان يعرف ب(اللجنة الشعبية العامة )أن تجاوز العراقيل لابد أن يمرر بسلسلة من الخطوات منها التدريب والتخطيط , والانتباه الى الموضوعات التي تشغل بال المواطن , والاقتراب من قضاياه , كذلك ما يعرف بالتفاعلية أي طرح الموضوع وتسجيل اراء الناس .. كما كان للدكتورة فريدة المصري ملاحظاتها حول خصائص صفحات الفيس بوك مقارنة بالمواقع والعكس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى