رأي

كلـمات.. نجاح مصدق

لوحة راقصة ..

كم انت صلب ايها المواطن الليبي  منذ وجودك على هذه الارض التي تنتمي اليها وتنتمي اليك وانت تناضل لتبقى وتستمر وانت الليبي الشجاع  في معاركة الحياة ومواجهة  صفعاتها المستمرة 

من ركام الحروب ومعاناة التهجير وتقبل سقوط القذائف العابثة بين حين واخر الى تشظي بائن مزقك بين شرق وغرب وتجاهل جنوبك الي تجاوزك لصيف حارق بلا كهرباء وشح ماء وتعايشك مع اصطفاف بات جزء من مشهد يومي تعيشه وتعتاده امام المخابزووسط محطات الوقود تتجاذبك خراطيم البنزين واسطوانة الغاز لاهثا تجرى منذ الصباحات الباكرة امام البنوك الشحيحة في سيولتها و الممعنة في تماهيها مع مطالبك 

التي اعتادت اعازك لدوران خلف خالي الوفاض او التمترس كتف بكتف مع ارواح شبيهة معتادة ومتعايشة 

ايه الليبي الذي مارس ولا زال يمارس على نفسه لعبة الاقنعة وتغميض العيون وانت ترقص في الساحات وتهتف قي الشوارع مزينا  وجهك بالاصباغ وطرقاتك  بالزينة مبتهجا حد الامتلاء في حالة سكر عالية وخذركبير تتعمد من اين لك بكل هذا الجلد وهذه المقاومة الا معترفة بالانهزام والخيبة بالقدرة على الاستمرار رغم كل شي

ذاك  الكهل الذي لم تفارق كفه خده حيره  فيما سيطعم اسرته  وتلك السيدة التي تقلب في امتعتها عن شيء يباع  لتواري  افلاسها وذاك الطفل الذي لا يتوقف عن الاسئلة منتظرا دخول والده من باب المنزل خالي الوفاض  اب ينتظر بالدقاىق والساعات راتبا اجل وام تعض على الايام بمراس التعب واخرون  ينامون وبطونهم خاوية من الطعام تغطيهم الايام بسترها ويندسون وسط الزحام بوجوه شاحبة وشفاه ترتسم عليها ابتسامة ذابلة تخفي الف وجع وحيرة وعوز

كل هذا وترقص ايها  الليبي وتغني بالقرب منك اوجاعك

كيف يمكن ان نبالغ في ترفنا ونحن جوعي وجيوبنا خاليه من دراهم معدودة كيف لدولة تناشد بالعدالة والحرية وتحترم انسانية الفرد فيها ان تسحل  المواطن  وتتجاهل حاجته بل وتضع تامين قوته في اخر اهتماماتها تدوسه لتغني  رياء بانها  انجزت شيئا فارقا ازاح من عن  ظهره العناء 

كيف يتم التلاعب بمشاعر المواطن البسيط وتدغدغ امنياته واحلامه بصورة مشوهه غير حقيقية  لينخرط في جوقة هستيرية كالمجذوب نصفه مخذر ونصفه يصرخ بكاء خفي ورقص ظاهري وهو مجبر على ان يورث لابنائه الزيف والخديعة وقبول الوجع والتعايش مع التجاهل وضياع الحقوق 

من اين لك هذا ايها الليبي 

اما ان الاوان  لتقف وتواجه نفسك في مرأتك الصدأة بالايام العاثرة

 متى سنرقص عراة في الساحات من تشوهاتنا ؟متى سنخرج جميعا للساحات بوجه ناصع وهامة مرفوعةو متى سنقف كتف بكتف عضدا والفة ؟

تذكر واياك ان تنسى غقط سيصبح هذا الامر متاحا عندما يصبح راتبك اولى من تجمع مبهج وعندما يصبح وجعك سوطا يجلد اصحاب ربطات العنق والمعاطف الطويلة ويؤرق نومهم عندها سنرقص عراة ونشعل السماء قناديلا لفرحنا

يمكننا جميعًا الرقص عندما يدفعنا الرقص لنفعلها وتتسع الحلبة لنا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى