رأي

هجرة

هاشم شليق

محطة

هل سيحدث وعمال الدول النامية يعملون لصالح الدول المتقدمة..سواء في أوطانهم أو خارجها؟..هل ستضطر الدول منخفضة السكان إلى استجلاب العمالة؟..أم كما يفعل بعض الأفارقة والعرب بذهابهم إلى الدول الصناعية..أسئلة تطرح نفسها بعد نشر قناة (الحرة) لتقرير صادر عن صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية قائلة بإن اليابان، والولايات المتحدة، والصين والهند، والاقتصادات الكبرى الأخرى تعاني من انخفاض عدد السكان، وإن العالم مقبلٌ على تغيير ديموغرافي كبير جراء أزمة انخفاض اعداد السكان في العديد من الدول المتقدمة، وإن هذا التحول سوف تكون له تداعيات اقتصادية..كما إن القوى المتقدمة والمهيمنة في العالم استفادت لعقود من الاعداد الكبيرة لفئة الشباب في دفع عجلة الإقتصاد.. لكن الوضع لن يستمر على هذا النحو بسبب انخفاض نسبة المواليد..فاليابان مثلا شهدت أول تحول كبير بحلول عام 2013..إذ كان ربع السكان يبلغ 65 عامًا أو أكثر مما يجعل اليابان أكثر دولة عجوز على الإطلاق..وإن دولًا كثيرة من العالم المتقدم ستتبع اليابان قريبًا لاحتوائها على عدد قياسي من كبار السن..أبرزها دول أوروبا وكوريا الجنوبية إلى جانب الصين والهند..

وبحلول عام 2050 سيشكل الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا،  أو أكثر ما يقرب من 40 % من السكان في بعض أجزاء شرق آسيا وأوروبا..وإن تقلص عدد الشباب في سن العمل في الدول المتقدمة سيؤثر سلبًا على اعداد هائلة من كبار السن والمتقاعدين الذين يعتمدون على الشباب العاملين لدعمهم..

ومن جهة أخرى فإن زيادة فرص العمل للشباب في الدول النامية سيعود بالنفع على أسرهم مع تحسن فرص التعليم والاستثمار في أطفالهم..وستميل مزيد من النساء إلى دخول سوق العمل..

ونعلم إن العديد من الدول اليوم تشجع الطلاب على دخول سوق العمل الخفيف أثناء الدراسة والعطلات..كما تستعين أخرى بالعسكريين في مجالات عمل مختلفة..

ختامًا .. سوف تظل التحركات والهجرات البشرية وراء الحدود مستقبلًا مفتوحة على جميع الاحتمالات نتيجة دفع الناس بعضهم لبعض..بحثًا عن فرص عمل ومعيشة أفضل..وربما البحث عن فراغات جغرافية لملأها..دون نسيان تأثيراتها إيجابًا وسلبًا على ثقافة المجتمعات..وتركيبتها الإجتماعية..وتبقى البلدان التي تتميز بوحدة النسيج الإجتماعي والديني في منأى عن أية تبعات خطيرة..لقدرتها على استيعاب أية تنقلات بشرية صغيرة أم كبيرة على المدى المنظور أو البعيد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى